كتبت قناة “العالم” عن وضغ الغرب في الحرب الأوكرانية موضحةً، “على ضوء الضرر الذي بدأ يلحق بدول الإتحاد الأوروبي، بدأت الخلافات تطفو على سطح العلاقات بين هذه الدول، لاسيما حول طبيعة التعامل مع الحرب وتسليح كييف تحديداً”.
مبينةً أنّه “شيئاً فشيئاً تظهر معطيات الحرب في أوكرانيا أن أوروبا هي احد أكثر المتضررين مما يجري”.
وقالت:
“الضغط المترافق مع انتقادات لبرلين بدأ يخرج من أروقة الاتحاد الأوروبي، حيث اتهم منسق السياسة الخارجية فيه جوزيب بوريل الحكومة الالمانية بالوقوف ضد مباردة تسليح كييف بالدبابات”.
وأضافت:
“دبابات ليوبارد، عنوان الازمة المستجدة بين ألمانيا وحلفائها في الإتحاد. حيث تتعرض برلين لحملة ضغط قوي لدفعها لقبول تسليم أوكرانيا دبابا ليوبارد التي يقول المدافعون عن الفكرة إنها ستساهم في تغيير خارطة المعارك”.
وأوضحت “لكن الضغوط لم تنفع حتى اللحظة في استخلاص موقف الماني واضح، خاصة بعد فشل اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية الذي عقد في قاعدة رامشتاين الجوية بالاتفاق حول موضوع الدبابات”.
مضيفةً:
“ألمانيا لديها أسبابها القوية كما يقول المتابعون، أولها الخوف من تورط أوروبي أكبر في الحرب، يصب نهاية الأمر في صالح الأمريكيين الذين يبدون مرتاحين لما يحصل حتى اللحظة، وهو ما دفع بالمستشار الالماني اولاف شولتس إلى اشتراط إرسال الولايات المتحدة دبابات أبرامز المتطورة إلى أوكرانيا للقبول بإرسال دبابات ليوبارد”.
موضحة “يرى مراقبون أن هذه التبريرات هي للتهرب من إرسال الدبابات وابقاء ساحة التورط في الحرب محصورة بالأوروبيين”.
وبيّنت أنّ “واشنطن قطعت الطريق أمام شولتس بالقول إن ابرامز ليست مناسبة لأوكرانيا كونها معقدة جداً وتحتاج كميات كبيرة من الوقود”.
وقالت:
أنّه “بالإضافة الى أن آخر استطلاعات الرأي في البلاد أظهرت أن حوالي سبعة وستين بالمئة من الألمان يعتبرون أن حكومتهم دعمت أوكرانيا بالسلاح مناسب أو يزيد عن اللازم، ما يشكل ضغطاً إضافياً على شولتس لرفض تسليم ليوبارد الى كييف”.
وأضافت أنّه “إلى جانب ذلك تبرز مخاوف لدى شولتس من تاثير التورط اكثر في الحرب على شعبية الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يقوده، خاصة وان الاحتجاجات الشعبية بدأت تتزايد في ألمانيا ضد التورط في الحرب الاوكرانية وتسليح كييف باسلحة ثقيلة”.
وختمت “سواء قررت برلين الخضوع للضغوط أو التمسك بموقفها، فإن الصورة التي بدأت تتضح اوروبيا هي تزايد الخلافات بين الحلفاء ما يعكس حجم الضرر الذي الحقته الحرب الأوكرانية بالقارة العجوز، في وقت تحصي واشنطن مكاسبها من حرب أشعلتها وتركت حلفاءها يحترقون بها”.