في مقال نشرته قناة “العالم” على موقعها الإخباري، أوضحت فيه ما يجري في مجلس النواب الأمريكي.
كتبت: استبعدت الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي النائبة الأمريكية المسلمة، إلهان عمر من لجنة الشؤون الأفريقية داخل الكونغرس، بسبب انتقادها لسياسة “اسرائيل” إزاء الشعب الفلسطيني.
وأضافت أنه منذ أن فاز الجمهوريون بالسيطرة على مجلس النواب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، “وعد” زعيم الأغلبية كيفن مكارثي، ببذل جهوده لإقصاء إلهان عمر من اللجنة، وقال في تصريحات صحفية “أتذكر ما قالته عن إسرائيل، لقد وعدتُ العام الماضي بأنها لن تكون في الشؤون الخارجية بعد الآن، أنا أفي بهذا الوعد”.
وقالت: هذا الخبر، يؤكد ما هو مؤكد، من أنّ اللوبي الصهيوني في أمريكا، يتحكم وبشكل مخيف، ليس فقط بالنخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية في هذا البلد، بل حتى بالمؤسسات والأجهزة الحكومية، بدايةً من رئيس الجمهورية وحتى آخر مسؤول حكومي، وكذلك بأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
وبيّنت أنه من اللافت في الخبر أنّ مكارثي، لم يحاول التنصل من هذا الاجراء الاستبدادي والعنصري فحسب، بل اعلن وبكل فرح وسرور وعلى رؤوس الاشهاد، انه كان وراء استبعاد الهان عمر، الامر الذي يؤكد انه كان يوجه كلامه الى اللوبي الصهيوني، من انه لا يدخر وسعا من اجل الدفاع عن “إسرائيل”، حتى لو كان هذا الدفاع يكلف بان “يدوس على الديمقراطية” التي تزعم أمريكا انها زعيمتها في العالم.
وأضافت: من الواضح أيضاً، أنّ مكارثي يُشهد بكلامه باقي أعضاء الكونغرس على انه “أوفى بوعده” باستبعاد إلهان عمر من لجنة الشؤون الأفريقية، أي أنّ مكارثي مقتنع من أنّ الإجراء الذي اتخذه، هو إجراء كان ينتظره باقي النواب، الأمر الذي يؤكد أنّ النواب يشاركون مكارثي وجهة نظره إزاء إلهان عمر.
وأوضحت أنّ هذه صورة واقعية وخالية من أي رتوش لـ”الديمقراطية الامريكية”، التي تحدد أبعادها مواقف المواطن الأمريكي من “إسرائيل”، فهي ديمقراطية يتسع صدرها كثيراً لداعمي “إسرائيل”، ويضيق صدرها كثيراً لمنتقديها، كما هو الحال مع الهان عمر، رغم دفاعها المستميت عن السياسة الأمريكية في العالم، مثلها مثل باقي النواب الآخرين.
أمريكا التي تحرض الشعوب لنيل حريتها وديمقراطيتها، تحارب الديمقراطية علناً في مجلس النواب التابع لها، فمتى ستنتهي من التمثيل والضحك على نفسها قبل العالم؟!