أفادت مصادر دبلوماسية بأن دولة الإمارات قد دخلت بقوة على خط دفع السودان إلى نادي التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بشكل رسمي.
وفي السياق ذاته صرحت المصادر بحسب مركز الإمارات للدراسات والإعلام”إيماسك” بأن أبوظبي تعهدت بحوافز مختلفة للنظام الحاكم في السودان تتمثل في مساعدات اقتصادية وفنية كبرى وذلك في مجالات الري والزراعة والموانئ واستكشاف البترول والغاز الطبيعي.
ويذكر بأن الأمر الدافع للإمارات بهذا الاتجاه أسباب عديدة منها أطماع أبوظبي في إعادة تأهيل المرافق والخدمات والسدود والبنى التحتية في السودان.
ناهيك عن استراتيجيتها في دعم الثورة المضادة فيه وتمكين الموالين من الشخصيات العسكرية من الحكم في البلاد.
وفي سياق متصل أشارت تقارير إعلامية عدة إلى وعود أمريكية لعسكر السودان تدفع باتجاه تطبيع الخرطوم علاقاتها مع تل أبيب، في مقابل أن ترفع واشنطن الدولة العربية الأفريقية في حذف اسمها من قائم الدول الراعية للإرهاب.
والجدير بالذكر أن جيش السودان الذي تولي زمام الأمور في البلاد منذ الانقلاب في عام 2021 يقول بأنه يعتزم تسليم السلطة إلى حكومة مدنية على أنه من بادر بالتحرك لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد دعم الدول العربية الموقعة على اتفاق التطبيع.
ويشار إلى أنّ الجماعات المدنية معارضة لذلك التحرك وسبق أن قالت بأنّ أي اتفاق يجب أن يصادق عليه برلمان انتقالي لم يتشكل بعد.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان اجتمع الخميس في الخرطوم مع وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين لبحث “سبل إرساء علاقات مثمرة وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب”.
حيث أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن المباحثات السودانية الإسرائيلية توصلت إلى “اتفاق على المضي في سبيل تطبيع علاقات البلدين”.
بدوره صرح وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي أن اتفاق التطبيع مع السودان سيوقع هذا العام بعد تشكيل حكومة مدنية سودانية.
وكان قد وافق السودان على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في اتفاق عام 2020 توسطت فيه حكومة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى جانب اتفاقيات تطبيع بين الكيان الإسرائيلي ودولة الإمارات والبحرين والمغرب.
وفي كانون الأول من عام 2021 قال السودان:
إن وزير العدل في ذلك الوقت نصر الدين عبد الباري وقع على “اتفاقيات إبراهيم” خلال زيارة لوزير الخزانة الأميركي حينئذ ستيفن منوتشين.
وكان قد سبق أن أبرز موقع ميدل آيست البريطاني الدور المشبوه للنظام الحاكم في دولة الإمارات في دفع السودان لعار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
لافتاً إلى أنّ الإمارات قد واجهت اتهامات دائمة بالتواطؤ في الاضطرابات السياسية الداخلية في السودان لبعض الوقت، ويعتقد أنه حتى المكائد السياسية في شرق السودان ترعاها وتدعمها حكومة الإمارات.
ومشيراً إلى اتهام أطلقه محمد علي الجزولي رئيس حزب دولة القانون والتنمية في السودان بأن الإمارات حاولت إعادة إنتاج سيناريو المجلس الانتقالي اليمني الانفصالي في السودان من خلال دعم المتظاهرين المطالبين بالانفصال.
مبيناً إلى أن الإمارات تخوض في لعبة خطيرة قد تأتي بنتائج عكسية لأنها تتجاهل الموقف السياسي المستقطب بين الدول العربية تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
إذ من المرجّح أن يؤدي تطبيع العلاقات مع الاحتلال من قبل المزيد من الدول العربية الواقعة تحت ضغط الإمارات إلى صراع عربي داخلي طويل الأمد، وذلك لعدة أسباب أقلها أن الاحتلال الإسرائيلي سيواصل استعمار المزيد من الأراضي الفلسطينية وتدمير الاقتصاد الفلسطيني وقصف الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.