كتبت قناة “العالم” على موقعها الأخباري، بين ما عانته سوريا من الزلزال المدمر وتصرف أمريكا.
“بدأت مقالها: “فاقد الشيء لا يعطيه”، هذه المقولة تنطبق بحذافيرها على النظام السياسي الأمريكي، ومن الخطأ أن نتوقع الحصول على شيء من أمريكا التي تفتقد هي الى ذلك الشيء.
وأضافت: “فالعالم كان يتوقع موقفاً إنسانياً من أمريكا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، يتمثل برفع الحظر الظالم عن الشعب السوري، والسماح للدول الأخرى بتقديم المساعدات له، لا أن تلتف علی هذه المأساة الإنسانية، عبر قرار مضلل وتحايلي تمثل بتجميد العقوبات الظالمة جزئياً وبشكل مؤقت فقط”.
وأوضحت: “بات واضحاً للجميع أن العقوبات التي تفرضها أمريكا على النظام السوري، هي عقوبات تستهدف الشعب السوري بالتحديد، أطفالاً ونساء وشيباً وشباباً، وليس هناك أي استثناء لمرضى أو أطفال جوعى أو عالقين تحت ركام الزلزل، أو الملايين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظروف جوية قاسية”.
وبيّنت: “من الخطأ القول أن أمريكا سقطت أخلاقياً وإنسانياً، لأنها لم ترفع عقوباتها عن الشعب السوري، فأمريكا كانت ومازالت عارية من كل قيم إنسانية، وتاريخها الدموي أكبر دليل على ذلك، فأمريكا لها في كل بلد ضحايا، وخاصة في البلدان العربية والإسلامية، وكل ما فعله زلزال سوريا، هو كشفه جوانب أكبر من لؤم وخسة ودناءة أمريكا”.
وأضافت: “أمريكا التي تقتل أطفال سوريا عبر تجويعهم بالعقوبات والحصارات الظالمة، وتسرق نفط الشعب السوري، وتجند التكفيريين لذبحهم، وتمنع عنهم الدواء، فإنها بالتأكيد لن يرف لها جفن، وهي تسمع تهشم عظام أطفال سوريا تحت انقاض البيوت التي هدّها الزلزال”.
وقالت: “عندما لم يحرك هدم الصهاينة لبيوت الفلسطينيين على مدى 7 عقود، ضمير أمريكا، فهل سيحركها هدم الزلزال لبيوت السوريين، وهي التي شاركت وبشكل مباشر الى جانب “إسرائيل” والتكفيريين، بهدمها منذ أكثر من 11 عاماً؟”.
وأضافت: “لا يحتاج المرء ليكون خبيراً اقتصادياً، ليدرك ان العقوبات المفروضة على سوريا، تستهدف الشعب السوري، انتقاماً منه ومعاقبته وكسراً لشوكة مقاومته، لوقوفه إلى جانب حكومته واحتضانه جيشه، كما هو الحال مع شعوب اليمن ولبنان وإيران وفنزويلا”.
وختمت: “فالعقوبات تهشم عظام الشعوب كما تهشمها أنقاض البيوت الى تدمرها الزلازل، ولكن الشيء الذي لم تتعلمه أمريكا من تاريخها الإجرامي، أن الشعوب قد تجوع وتعاني، إلا أنها لم ولن تستسلم، لأنها تدرك جيداً أن الاستسلام لأمريكا، هو أكثر وجعاً من الجوع، وأشد وطأة من الموت.