ظهرت بعد الزلزال الذي تعرضت له سوريا قبل عشرة أيام مقاربات جديدة في المواقف السياسية لدى بعض الدول العربية.
حيث بدى للعيان أن هذا الزلزال كسر الجليد الحاصل بين سوريا وبعض الدول العربية.
فمن جانبه أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس بشار الأسد لأول مرة منذ بدء الحرب في سوريا.
وكما وصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لأول مرة أيضاً في زيارة إلى الرئيس الأسد منذ 11 عاماً.
بالإضافة إلى إعلان الرئيس التونسي عبد المجيد تبون رفع التمثيل الدبلوماسي لبلاده في سوريا.
هذه التطورات الجديدة أشارت إلى مشهد سياسي جديد قد تشهده سوريا بعد الزلزال.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية: “بدأت مقاربات الدول العربية تتّخذ أشكالاً أكثر وضوحاً وثباتاً بعدما هيمنت عليها خلال عام 2022زالحرب الروسية – الأوكرانية، وأزاحت سوريا من قائمة أولوياتها وشغلتْها بمحاولة الموازنة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والهند والصّين”.
مبينةً إلى أنه: “ثمّة مقاربتَين عربيتَين في التعامل مع القضية السورية الأولى إماراتية – مصرية، والثانية سعودية، وإذ تشترك كلتاهما في هدف واحد هو إنهاء الصراع وعودة الاستقرار والأمن إلى البلاد، إلّا أنهما تختلفان في الوسائل والطُرق والخطاب الدبلوماسي”.
وفي سياق متصل أوضح المحلل السياسي مدير مؤسسة غنوسس للأبحاث في لندن “عمار وقاف” في حديث له مع قناة “الحرة” الأمريكية إن:
“الأحداث الأخيرة قد تكون بوابة وفرصة جيدة لإعادة العلاقات بين سوريا وبقية الدول العربية”.
لافتاً إلى أنّ:
“عودة العلاقات السورية- العربية ليس بالأمر السيء وأزمة الزلزال فرصة للجميع لتجاوز الخلافات، وعودة التكاتف العربي”.
من جانبها نقلت قناة “الحرّة” عن الكاتبةزجويس كرم قولها: “إن الفشل الدولي على مستوى المساعدة والإغاثة في سوريا لا مبرر له وهو اليوم سيعبد الطريق لإعادة بعض الدول فتح جسورها مع الدولة السورية”.
موضحةً أنه “بعد اتصال من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد والمصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس الأسد، ستعجل الهزة قطار التطبيع العربي مع سوريا اليوم، الدول الغربية ما زالت تعيد تحفظاتها وتكرر أنها لن ترسل المساعدات عبر دمشق، إنما الدولة السورية تعول أولا على التطبيع الإقليمي وتحديداً العربي والتركي، فالمال ولو جاء من أوروبا أو الخليج أو أفريقيا لا يهم الدولة السورية، والغطاء الإقليمي هو أكثر من كاف لتعويمه سياسياً”.
فيما ذكرت صحيفة “العرب” إلى أن الأحداث التي شهدتها سوريا مؤخراً بأنها بمثابة ارتدادات سياسية للزلزال الذي حصل:
” الزلزال الذي ضرب سوريا الأسبوع الماضي أحدث ارتدادات سياسية دفعت الأردن إلى إعادة تحريك مبادرته للتطبيع مع سوريا مع انضمام دول عربية كانت متحفظة في السابق على التعامل مع الدولة السورية، فيما باتت الدول العربية على قناعة باستحالة حسم الأزمة السورية عسكرياً، وأن رجوع دمشق إلى حاضنتها العربية أقل كلفة إقليمياً من بقائها معزولة”.
منوِّهةً إلى أنه:
“منذ وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من الشهر الحالي، تلقى الرئيس الأسد سيلاً من الاتصالات من قادة دول عربيّة، في تضامن قد يسرّع عملية تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي”.
وفي الختام فإنّ الخبراء والمختصون السياسيون يشيرون إلى أن استمرار الولايات المتحدة الأمريكية بفرض العقوبات على سوريا وسط كارثة الزلزال تسبب بدفع الدول العربية نحو دمشق بشكل أكبر، وحوّلت الخطوات الخجولة التي كانت تظهر من قبل هذه الدول العربية إلى خطوات أكثر جديّة وجرأة.