بعد الدمار الكبير الذي تعرضت له سوريا بشكل عام في كل القطاعات المختلفة ، خاصة البنى التحية التي كانت مستهدفة بشدة خلال الحرب.
تتبلور اليوم مشكلة الكهرباء كثاني أكبر مشكلة يعانيها المواطنون السوريون بعد مشكلة الغلاء المعيشي ، حتى صرت لا تسمع للمواطنين السوريين حديثاً غير الغلاء والكهرباء.
ورغم استمرار المخاطر التي تمر بها سورية سياسياً وأمنياً وثقافياً إلى أن الناس انصرفت اهتماماتهم عن القضايا الوطنية الكبرى والتي تنعكس سلباً على الواقع السوري بكافة الأشكال كضرورة تحرير الاراضي السورية من الاحتلال الامريكي الغاصب والفصائل المسلحة ،و العمل على دعم روح المقاومة من أجل التحضير للانتصار الكبير في المعركة الكبرى مع إسرائيل.
فقد غلب الهم الوحيد على الناس هو هم تأمين لقمة العيش التي باتت مغمسة بالدم أكثر من أي زمن آخر مرّ على السوريين.
وماهي أسباب تراجع الكهرباء في سوريا؟
اتهمت الحكومتان الروسية والسورية في بيان مشترك ، الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تسعى إلى نهب ثروات سوريا وليس محاربة الإرهاب في البلاد .
وقالت هيئة التنسيق الحكومية الثنايية للبلدين ، في بيان أصدرته .
“كل الخطوات التي تتخذها دول الغرب لاعلاقة لها بمحاربة الأرهاب في سوريا ، ويتمثل هدفها الحقيقي في نهب الثروات الوطنية لدولة ذات سيادة تعتبر عضواً في الامم المتحدة دون أي عقاب “.
وأشار البيان أن قوات التحالف الدولي التي تبرر وجودها في سوريا بمكافحة الارهاب ، تقوم عملياً بتحفيز أنشطة التشكيلات العصابية عبر تزويدها بالأسلحة والذخائر والأموال وتقديم تدريبات للمسلحين.
وضمن سياسة الخنق الأقتصادي لسوريا ، تزداد القناعة بأن الوجود العسكري غير الشرعي للدول العربية بالذات وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في أراضي سوريا يتطلب اهتماماً أساسياً من قبل المجتمع الدولي ، حيث يسهم كل ذلك في تدهور مستوى الجريمة والأوضاع الاقتصادية في الجمهورية بل في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وفي السياق ذاته سمحت مؤخراً الولايات المتحدة ببعض الاستثمارات الأجنبية في مناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية “(قسد).
دون أن تخضع لعقوبات ، وأن واشنطن تمنح رخصة عامة تحرر الشركات من قيود العقوبات الأميركية في المناطق غير الخاضعة للدولة السورية والتي يسيطر عليها من تنظيم “الدولة” في سوريا.
إذ يسمح الترخيص بشراء منتجات نفطية في المنطقة باستثناء المعاملات التي تشمل الحكومة السورية او المستهدفين بالعقوبات الامريكية، وذلك بهدف السماح لمشروع انفاصلي يهدف إلى تقسيم سورية وتحويلها إلى فيدرالية ذات حكم ذاتي متشابك مع بعضه ليستمر الاقتتال إلى ما شاء الله، فلا يلتفتن أحدٌ إلى ماتقوم به من عملية سرقات ونهب للثروات السورية.
وتعتبر مناطق شمال شرق سوريا منبعاً أساسيا للنفط ، كما تحتوي على أراضي زراعية يغذيها نهر الفرات.
السياسات الأمريكية في احتلال المنطقة
وتتبع أمريكا سياسات متعددة تجاه دول المنطقة تبعاً لمصالحها، وقد دعمت وأرسلت المسلحين المتطرفين إلى سوريا، لتدميرها وتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية في هذا البلد.
كما أنها تتمسك بالسيطرة على مناطق معينة في سورية لضمان سرقتها للنفط والتحكم بالممرات البرية في شرق سورية ، مع نهب الثروات الاخرى غير النفط ، كالحبوب والثروة الحيوانية من للجزيرة السورية من المعابر الغير شرعية التي أحدثتها لهذا الغرض بمساعدة مليشيات “قسد” المرتبطة بها.
ويؤكد الخبراء أن لا وجود لأي نية لدى الولايات المتحدة بمغادرة مناطق شمال شرقي سوريا الغنية بالثروات وآبار النفط.
طالما أنها كانت قد هددت جميع أطراف النزاع في سوريا، بأنها ستواجه أي محاولة كانت من أي طرف كان لانتزاع السيطرة على منابع النفط في سوريا، كما كان قد صرح الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب “أن النفط السوري هو من حصة واشنطن ولن يسمح لأحد بتقاسمه بلاده عليه”.
إن مايجري في سوريا من إنشاء مناطق اقتصادية ضمن الاراضي التي تحتلها أمريكا لتنشيط اقتصاد المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، هو إرهاب اقتصادي ونهب للثروات ، في وقت يرزخ فيه الشعب السوري تحت وطأة الحصار والأوضاع المعيشية الخانقة.
إن سرقة واستنزاف آبار النفط في شرق سوريا ، يتيح للحكومة السورية مقاضاة أمريكا أمام محكمة العدل الدولية ، ومن الغريب أن سرقة النفط من قبل الامريكان كانت تأتي في معظمها بالتزامن مع شن تنظيم داعش الارهابي عمليات عسكرية على منشآت النفط والغاز في البادية السورية ومدينة حمص مما يؤكد التعاون بين التنظيم الارهابي وبين القوات الامريكية للسيطرة على منابع النفط والغاز السورية ، وخاصة أن وجود تنظيم داعش في تلك المنطقة يعتبر نوعا من التكتيك الأمريكي للمساومة الضغط عل سوريا .
متى تعود الكهرباء إلى ما كانت عليه قبل الحوب؟
سؤال يتردد على ألسنة السوريين جميعاً مع كل يوم يمر على البلد تأكله الشمس الحامية أو تلسعه الغيمة الباردة.
لكن الواقع يحكي أن الدمار الذي تعرض له سوريا في القطاع الكهربائي في سوريا ليس بقليل، إذ تعرضت اغلب محطات الكهرباء للاستهداف مما أدى إلى توقف 70% من محطات التحويل وخطوط نقل الفيول نتيجة الأعمال الإرهابية، إضافةً تعرض الكابلات وأبراج الكهرباء للسرقة، ماساهم في خفض ساعات التغذية الكهربائية بشكل كبير.
وقد أصبح تعطل التغذية الكهربائية مشكلة مزمنة أثرت على سبل عيش الناس، حيث أعاق غياب التيار الكهربائي النشاط الاقتصادي، حيث استمر الاقتصاد في الانكماش.
2016 وفقا للدراسة الاستقطابية حول الشركات، الصادرة عن البنك الدولي في العام 2018، يشكل الامداد المتقطع للكهرباء الوقود أكبر تحديات الشركات السورية.
الخلاصة
إن ما يبحث عنه السوريون من تحسين واقعهم المعيشي وإعادة سورية إلى ما كانت عليه قبل الحرب وإعادة الكهرباء لوضعها الطبيعي وإطلاق عجلة الصناعي لن يجدوه في الندب أو الانتقاد أو توجيه التهم فحسب.
ولن يكون الحل مجدياً في السفر أو الهروب من الواقع بل يجب مواجهته بشجاعة لاسئصال الورم وليس تسكين الألم.
فمن الناحية التكتيكية البحث عن أكثر من مصدر للدخل والحديث عن الفساد الذي أفرزته الحرب ومواجهته هو حل جزئي في إطار منظومة الحل الكبرى.
ويبقى الجزء الأهم في طريق الحل هو مواجهة الاحتلال واستعادة الأرض وانتزاع خرطوم النفط والغاز السوري من فم الأمريكي بعملية جراحية كبيرة وحاسمة.
فالأمريكي لا يكتفي بالسيطرة على الأرض والثروات وإحداث الفتن الداخلية والتشويه الإعلامي لضمان استمرار وجوده، بل يعمل على غرز الفاسدين ليبقى المواطن سقف ما يتطلع إليه هو رغيف الخبز بأبسط وأسرع طريقة ممكنة، وأقصى حلم للشاب جولة مريحة في الباص إلى جامعته.