نشرت صحيفة “AntiWar” الأميركية اليوم تقريراً تعرض فيه إحصائيات تتعلق بالإنفاق العسكري وكلفة الدور الأميركي العسكري في أوكرانيا والعالم تحت عنوان مفادُهُ:
“الحروب التي لا نهاية لها هي عدو الحرية”.
مشيرةً إلى أن واشنطن أمضت معظم نصف القرن الماضي في مراقبة العالم واحتلال دول أخرى وشن حروب لا نهاية لها.
لافتةً إلى أنّ ما يفشل معظم الأميركيين في إدراكه هو أن هذه الحروب المستمرة ليس لها علاقة تذكر بالحفاظ على البلاد آمنة وكل ما تفعله هو دعم مجمع صناعي عسكري يضع نصب عينيه الهيمنة على العالم.
وفي السياق ذاته أوضحت الصحيفة الأميركية إلى أن الحرب أصبحت مشروعاً ضخماً لكسب المال والحكومة الأميركية بإمبراطوريتها العسكرية الشاسعة هي واحدة من أفضل المشترين والبائعين.
وفي خصوص الإنفاق الحربي الأميركي أشارت الصحيفة بأنّ دور أميركا في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا كلّف دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من 112 مليار دولار ولا تظهر أي بوادر للتراجع.
مبينةً بأنه يوجد في الجيش الأميركي أكثر من 1.3 مليون رجل وامرأة في الخدمة الفعلية، منهم أكثر من 200000 يتمركزون في الخارج في كل بلد تقريباً في العالم.
وبحسب التقرير فالقوات الأميركية تتمركز في الصومال والعراق وسوريا و في ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان وفي السعودية والأردن وعمان، في النيجر وتشاد ومالي، وأيضاً في تركيا والفلبين وشمال أستراليا.
ويحتمل أن تكون هذه الأرقام أعلى بكثير تماشياً مع سياسة البنتاغون بعدم الكشف بشكل كامل عن مكان وعدد القوات المنتشرة.
وفي سياق متصل يوضح الصحفي الاستقصائي ديفيد فاين:
“على الرغم من أن قلة من الأميركيين يدركون ذلك، فمن المحتمل أن تمتلك الولايات المتحدة قواعد في أراض أجنبية أكثر من أي شعب أو أمة أو إمبراطورية أخرى في التاريخ “.
منوّهةً إلى أن جيش الولايات المتحدة ينفق نحو 81 مليار دولار سنوياً فقط لحماية إمدادات النفط في جميع أنحاء العالم.
ومؤكدةً بأن امتداد الإمبراطورية العسكرية الأميركية يشمل ما يقرب من 800 قاعدة في ما يصل إلى 160 دولة، تعمل بتكلفة تزيد عن 156 مليار دولار سنوياً، لافتةً إلى أن “هذه هي الطريقة التي تحتل بها إمبراطورية عسكرية الكرة الأرضية”.
ووفقاً لما أفاد به التقرير بأنه على الرغم من أنّ واشنطن تشكل 5% فقط من سكان العالم إلا أن أميركا تفتخر بنحو 50% من إجمالي الإنفاق العسكري في العالم وتنفق على الجيش أكثر مما تنفقه الدول التسعة عشر التالية الأكثر إنفاقاً مجتمعة.
وأوضح إلى أن البنتاغون ينفق على الحرب أكثر مما تنفقه جميع الولايات الخمسين مجتمعة على الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية والسلامة.
ومنذ عام 2001 أنفقت حكومة الولايات المتحدة أكثر من 4.7 تريليون دولار على شن حروبها التي لا نهاية لها.
ناهيك أن الإمبراطورية العسكرية الأميركية المتوسعة تجفف البلاد بمعدل يزيد عن 32 مليون دولار في الساعة.
في الواقع أنفقت حكومة الولايات المتحدة أموالاً في العراق كل خمس ثوانٍ أكثر مما ينفقه الأميركيون العاديون في العام.
وكما هو متوقع أن تؤدي الحروب المستقبلية والتدريبات العسكرية التي يتم شنها في جميع أنحاء العالم إلى دفع إجمالي الفاتورة إلى ما يزيد عن 12 تريليون دولار بحلول عام 2053 .
وفي السياق ذاته قالت الصحيفة الأميركية في تقريرها إنّ حكومة الولايات المتحدة لا تجعل العالم أكثر أماناً، بل إنها تجعل العالم أكثر خطورة.
وبحسب التقديرات أفادت الصحيفة أنّ: “الجيش الأميركي يسقط قنبلة في مكان ما في العالم كل 12 دقيقة.
ومنذ 11 أيلول ساهمت حكومة الولايات المتحدة بشكل مباشر في وفاة نحو 500000 شخص. كل حالة من هذه الوفيات تم دفع ثمنها بأموال دافعي الضرائب”.
مؤكدةً أن حكومة واشنطن تعرض المواطنين الأميركيين لمستويات مخيفة من ردود الفعل، وهو مصطلح لوكالة المخابرات المركزية يشير إلى العواقب غير المقصودة للأنشطة الدولية لحكومة الولايات المتحدة.
من جانب آخر حذر تشالمرز جونسون، مستشار سابق في وكالة المخابرات المركزية مراراً وتكراراً من أن استخدام أميركا لقواتها العسكرية لاكتساب القوة على الاقتصاد العالمي سيؤدي إلى رد فعل مدمر.