أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس أنّ جرحى المقاومة يحملون رسالة بأنّ التضحيات للإنجازات التي تحقّقت لم تنتهِ بعد النصر.
وفي كلمة له في حفل تكريم الجرحى والأسرى المقاومين قال السيد نصر الله إنّ “الآلاف دخلوا السجون والأجيال الجديدة يجب أن تتعرّف على المعتقلات الصهيونية”.
وفي السياق ذاته شدد قائلاً بأنه: “يجب أن نتذكّر عذابات هؤلاء الأسرى”.
مضيفاً بأننا : “نستحضر صدقية المقاومة التي كانت تقول نحن لن نترك أسرانا في السجون” ومشدداً على أنّ حزب الله لم يترك أسراه في السجون.
وفي سياق متصل توجّه السيد نصر الله إلى الشعب الفلسطيني وخصوصاً للأسرى وعائلاتهم بالقول: “في لبنان ندرك معاناتكم وآلامكم” ولافتاً بأنّ: “كل ما يحدث هو من مؤشرات النهاية لهذا الكيان الإسرائيلي”.
من جانب آخر أكد الأمين العام لحزب الله أنّ “هذا الجاهل الذي يهدّد من ينفّذ العمليات الفدائية بأنه سينفّذ عمليات الإعدام هو جاهل وسيزيد المقاومين إقداماً”.
مضيفاً بقوله: “نعبّر عن تضامننا ونبحث عن مسؤوليتنا في قضية الأسرى الفلسطينيين”.
وموضحاً أنّ حزب الله : “يفهم معاناة ما تعيشونه اليوم في الضفة والقدس وحوارة ونابلس والقدس الشرقية وعشنا سنوات الاحتلال والمقاومة”.
مشيراً إلى أننا “لا نحتاج إلى دليل وشاهد جديد على وحشية الصهاينة”.
وتابع قائلاً: “عندما نتحدث عما جرى في بلدة حوارة وما يعانيه الشعب الفلسطيني في الضفة نقول هذه هي حقيقة المستوطنين”.
وبخصوص الحدود البرية مع فلسطين المحتلة قال السيد نصر الله إنّ : “الاحتلال يحاول اليوم التمدّد ولكن الناس العزّل يواجهون الجنود المدججين بالسلاح”.
مؤكداً وجود “معادلة رادعة اليوم مكوّنة من الشعب على الخط الأزرق والجيش والمقاومة التي يعرف العدو أنها بالمرصاد”،.
لافتاً أنّ: “هذه المعادلة تحمي اليوم حدودنا وأرضنا وبحرنا وستحمي آبار النفط لاحقاً”.
منوِّهاً إلى أنّ: “القوة الرادعة لم تحظَ بالدعم إلا من الجمهورية الإسلامية في إيران وسوريا” وأنه: “في حرب تموز وخلال 33 يوماً، لو نجحت العملية البرية لتدفّق إلى جنوب لبنان ما بين 80 إلى 100 ألف جندي إسرائيلي”.
موضحاً أننا: “في الحدود البحرية نحن لا نثق أبداً بالعدو وأردت أن أذكّر بالمعادلة” و أنه “حين أُعلن الاتفاق أكدنا أنه في حال وجود منع أو تسويف لاستخراج لبنان للنفط والغاز فسينعكس ذلك على العدو”.
مبيناً أنّ: “اتفاق الترسيم البحري ليس تطبيعاً ونحن لا نبحث أبداً عن أي شيء اسمه إرضاء أمريكا”.
ومؤكداً أنّه “في أي موقف نتخذه وأي عمل نقدم عليه عندما نشعر أنّ أميركا راضية عنه فإننا نشكّك في أنفسنا”.
وقال : “نحن لا نشعر بخيبة أمل أو ندم وما حصل في موضوع ترسيم الحدود هو إنجاز تاريخي ومهم” و: “لن نتخلّى عن أي شبر أو متر في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولن نتخلّى أبداً عن حبة تراب أو نقطة مياه في بحرنا”.
وتابع السيد نصر الله: “يريدون أن يسلبونا هذه القوة بالاغتيال وتشويه السمعة وتأليب الرأي العام العالمي علينا وبالتجويع والدفع للفوضى”، مشيراً إلى أنّ “رهاناتكم خاسرة وخياراتكم فاشلة والشعوب في المنطقة أصبح لديها من القوة والوعي لتعرف نقاط القوة لديها”.
أما بخصوص ملف انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية فأكد أنّ حزب الله يريد جدياً انتخاب رئيس بشكلٍ قاطع ولا يريد الفراغ و”هذه المصلحة الوطنية الأكيدة”.
وأوضح السيد نصر الله أنّ حزب الله لا يقبل أن يفرض الخارج على لبنان رئيساً للجمهورية ولا يسمح أن يُفرض أي فيتو من الخارج على أي مرشح للرئاسة.
متابعاً بقوله : “نقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر” ومضيفاً :”بالنسبة لأصدقائنا إيران وسوريا فهُما لم تتدخّلا ولن تتدخّلا أبداً في الملف الرئاسي”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أنه في الملف الرئاسي “قرارنا كاملاً بأيدينا فنختار ونرشح من نريد ولا ننتظر الخارج ولا نراهن على أوضاع إقليمية”.
لافتاً أنّ حزب الله: “يعمل في الليل والنهار ليكون الانتخاب غداً ولا ينتظر تسويات، وأقول للبنانيين لا تنتظروا تسويات”.
وأردف قائلاً بأنه: “لا علاقة للملف النووي الإيراني بأي شيء في المنطقة لا انتخابات الرئاسة في لبنان ولا غيرها”.
مفيداً أنّ: “المشكلة بين السعودية وإيران تتعلق بالوضع الإقليمي وخاصة في اليمن والحل موجود في صنعاء عند القيادة اليمنية”.
قائلاً: “تعالوا لنعطي الاستحقاق الرئاسي البعد الداخلي كاملاً” ومشيراً إلى أنه: “في نقطة تعطيل النصاب نحن في السابق اتُهمنا بتعطيل النصاب”.
لافتاً إلى أنّنا “اليوم نسمع من قادة كتل نيابية ونخب سياسية بأنه في حال كان المرشح الرئاسي من محور الممانعة سنعطّل الجلسة”، واقترح بأن يسمّي كل طرف مرشحه للرئاسة “ونذهب إلى مجلس النواب فإن حضر النصاب ننتخب الرئيس مباشرة”.
وأوضح السيد نصر الله أنه “ليس هناك شيء اسمه مرشح حزب الله وهدف هذه التسمية هو القضاء على الشخص الذي ندعمه”، وتابع أنّ “ما لدينا نحن هو مرشح يدعمه حزب الله”.
وأشار إلى أنه “كانت هناك جلسة مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وأخبرته بالمواصفات التي يريدها حزب الله في الرئيس”.
مضيفاً لقد: “بدأنا حواراً مع حلفائنا لدعم مرشح للرئاسة ووصلنا إلى نتائج”.
وأردف الأمين العام لحزب الله أنه قال لباسيل إنّ حزب الله يرى فيك شخصياً والوزير السابق سليمان فرنجية مرشحَّين للرئاسة، وتابع بأنه قال لباسيل أنه بسبب عدم ترشّحه فإنّ الخيار قد يذهب لفرنجية.
وأضاف: “اتفقنا بعد النقاش مع النائب باسيل أنه للبحث صلة”، موضحاً أنّ “أسباب اقتراعنا بالورقة البيضاء هدفها إعطاء الوقت للنقاش واحترام الخيار الذي ندعمه”.
وأكد السيد نصر الله أنه “عندما نسمي شخصية للرئاسة فإنه التزام جدي فلا نناور ولا نغيّر مرشحنا في المستقبل”، كاشفاً بأنّ المرشح الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية ويعتبر أنّ المواصفات تنطبق عليه هو الوزير سليمان فرنجية.
وفي السياق ذاته شدد على أنه منذ توقيع التفاهم مع التيار الوطني الحر في 6 شباط 2006 فإنّ حزب الله حريص على هذا التفاهم، مشيراً إلى أنّ التفاهم “لم يحوّلنا إلى حزب واحد، فليس في التفاهم ما يُلزم الآخر بضرورة الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية”.
لافتاً إلى أنّ “تحالفنا وتفاهمنا لا يلزمهم بانتخاب رئيس مجلس النواب الذي نريد وكذلك الأمر في الملف الرئاسي أو الحكومي”.
مبيناً أنّ دعم حزب الله ترشيح الرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية الماضية لم يكن بسبب بند موجود في تفاهم مار مخايل.
وفي سياق متصل أشار السيد نصر الله إلى أنّ دعم حزب الله اليوم لترشيح الوزير سليمان فرنجية لا يعني التخلي عن تفاهم مار مخايل أو الانسحاب منه وأكد بأنه أحرص الناس في حزب الله على العلاقة مع التيار الوطني الحر.
وفي الختام أردف قائلاً أنّ: “البلد يحتاج للتهدئة والحوار والتواصل وإلّا يجب أن نتعايش مع الفراغ الرئاسي”.