صرحت مصادر إعلامية فلسطينية بأنه قد عمّ الإضراب الشامل اليوم مختلف المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية وذلك حداداً على أرواح شهداء جنين.
بينما توعدت الفصائل والقوى الفلسطينية بالرد ودعت لتصعيد المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال ومستوطنيه في كل مكان.
حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها استجابةً لدعوات الفصائل الفلسطينية إلى الإضراب، بينما يستعد الفلسطينيون لتشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها جنين.
وفي السياق ذاته يستعد الفلسطينيون للبدء في مراسم تشييع شهدائهم الستة ظهر اليوم الأربعاء في مخيم جنين، وفي مخيم عسكر شرقي نابلس الذي نقل إليه الليلة الماضية جثمان الشهيد عبد الفتاح خروشة المتهم بمسؤوليته عن تنفيذ هجوم حوارة قبل أكثر من 10 أيام، والذي أدى إلى مقتل اثنين من المستوطنين.
بدورها دعت الفصائل الفلسطينية إلى تصعيد المقاومة ردا على جرائم الاحتلال وانتقاماً لدماء شهداء جنين.
وفي سياق متصل نعت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد عبد الفتاح خروشة منفذَ عملية حوارة، ودعت إلى تصعيد المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال ومستوطنيه في كل مكان.
من جانب آخر قالت حركة فتح إن 3 من الشهداء ينتمون لذراعها العسكرية (كتائب شهداء الأقصى) وأجهزتها الأمنية.
وأفادت حركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها اشتبكوا مع جنود الاحتلال في جنين، وأضافت أن رد المقاومة على جرائم الاحتلال لن يتأخر.
ويذكر بأنه قد شارك مئات الفلسطينيين في مظاهرة وسط مدينة رام الله تنديدا باقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي لمخيم جنين وردد المشاركون هتافات تدعو للوحدة والانتقام للشهداء.
والجدير بالذكر أن قوات عسكرية كبيرة قدرت بنحو 40 آلية عسكرية مدعومة بقوات خاصة كانت قد تسلل جنودها إلى مخيم جنين بزي مدني، وحاصروا منازل في شارع مهيوب بشرق المخيم، وقصفت هذه القوة أحد المنازل بالصواريخ في حين كانت مروحيات ومسيرات تشارك في الهجوم.
وفي الوقت نفسه أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 6 مواطنين وجرح 26 آخرين برصاص قوات الاحتلال في مخيم جنين موزعين بين مستشفى جنين ومستشفى ابن سينا التخصصي من بينهم إصابتان خطرتان، واحدة في البطن وإصابة خطرة في الحوض.
ويشار إلى أن الشهداء هم: محمد وائل غزاوي (26 عاما) وطارق زياد مصطفى ناطور (27 عاما) وزياد أمين الزرعيني (29 عاما) وعبد الفتاح حسين خروشة (49 عاما) ومعتصم ناصر صباغ (22 عاما) ومحمد أحمد سليم خلوف (22 عاما).
في غضون ذلك، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية عمليات القتل اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال حرباً شاملة وتدميراً لجهود إعادة الاستقرار.
وطالبت الإدارة الأميركية بالتحرك الفوري والضغط الفاعل على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها وعدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني.
من جهتها أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من العنف المتصاعد على نحو حاد في الضفة الغربية.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة “نيد برايس” إن واشنطن تواصل حث الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على اتخاذ خطوات فورية للحؤول دون سقوط مزيد من الخسائر في الأرواح.
بدورها قالت الخارجية الأميركية إن الأحداث الأخيرة بالضفة الغربية: “تسلط الضوء على هشاشة الوضع والحاجة الملحّة لتعزيز التعاون”.