يرى خبراء عسكريون استراتيجيون، أنّ هناك غرفة عمليات مشتركة أمريكية إسرائيلية تخطط للمهام القتالية والسياسية وتطوير الأعمال في المنطقة، وأنّ رئيس أركان الجيش الأمريكي “مايك ميلي” زار قبل عدة أيام المنطقة الشرقية من سوريا بحجة أنه يدقق توفير أفضل الحماية للقوات الأمريكية في المنطقة، ما يعني أن هنالك خشية من عمل مقاوم.
وذلك بعدما قام وزير الخارجية الأمريكية في جولة بالمنطقة تشمل مصر والأردن والكيان المحتل، وفجأة يصل العراق في زيارة غير معلنة، تزامناً مع عدوان إسرائيلي على مطار حلب المدني.
موضحين أنّ زيارة رئيس أركان أمريكا تتكامل مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي حيث توزع فيها الأدوار، ورأوا أنّ متغيراً استراتيجياً حدث في المنطقة خاصة بعدما قامت دولاً عربية بفتح بوابتها الإنسانية والسياسية باتجاه سوريا نتيجة كارثة الزلزال، في خطوة لم يتوقعها الأمريكي كسرت خطوط سايس بيكو إضافة إلى كسر القيود والحصار الأمريكي والإجراءات القسرية الأحادية الجانب على الشعب السوري.
وفي سياق متصل أكد مسؤولون مصريون، أنّ التنسيق بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” قائم على قدم وساق، وأن هدف العدوان الإسرائيلي الأساسي على مطار حلب المدني المخصص لأغراض إنسانية، هو منع سوريا من التقاط أنفاسها بعد كارثة الزلزال، خاصة وأنّ العدوان تزامن مع زيارة رئيس أركان أمريكا للمنطقة.
وأوضح الأستاذ القانون دولي في الجامعة الأميركية في القاهرة عبد الله الأشعل:
“أن هناك استياء كبير من قبل الولايات المتحدة و”إسرائيل” نتيجة تقاطر القادة العرب على دمشق، وهذا يعني أن هناك انفتاحاً عربياً على سوريا ترفضه الإدارة الأمريكية.
واعتبر دبلوماسيون إيرانيون من جهة أخرى؛ أنّ هناك أسباب مهمة وخطيرة يريد أن يعالجها وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن خلال زيارته غير المعلنة لبغداد.
واصفين تصريح الوزير اوستن في لقائه مع رئيس الوزراء العراقي بأنه كان خبيثاً وخطيراً، فهو لم يتحدث عن وجود قوات استشارية كما يزعم بعض المسؤولين، بل إنه يتحدث عن وجود قوات أمريكية في العراق، مشيرين إلى أنّ البرلمان العراقي عندما ألغى اتفاقية التعاون مع أمريكا بعد اغتيال قادة النصر، فإنها تلغي حتى المستشارين الأمريكيين، وأن العراقيين يقولون بأنه ليست هناك حاجة لوجود قوات أمريكية بعد هزيمة داعش، وأنهم يستطيعون مواجهة ذئاب داعش السائبة، وكشفوا عن أفلام جديدة موثقة لعمليات إنزال أمريكي لعناصر داعش الى داخل العراق وسوريا.
وأكّدوا أن هدف زيارة اوستن لبغداد هي التقليل من العلاقة المتطورة المتنامية بين إيران والعراق، خاصة زيارة وزير الدفاع العراقي لطهران، والتي أقضت مضجع الأمريكان لاسيما بعد توقيع إيران اتفاقية بإنتاج السلاح في داخل العراق وهذا ما لا تتحمله واشنطن، ولهذا فإن اوستن اراد بزيارته تكريس وتبرير الحضور الأمريكي في العراق، بالرغم من إلغاء الاتفاقية عن طريق البرلمان العراقي.