حذّر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، من المخاطر التي تتعرض لها الصين، وقال أمام نحو 3 آلاف نائب تجمّعوا في قصر الشعب في بكين إن “الأمن هو أساس التنمية، في حين أن الاستقرار شرط أساسي للازدهار”.
مشدداً على ضرورة “التعزيز الكامل لعملية تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلّحة”، ووعد بتأسيس جيش قوي وجعله سوراً فولاذياً عظيماً يحمي بشكل فعّال السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية”.
محذّراً من المخاطر التي تتعرض لها الصين، كما أكّد رفض بلاده للتدخلات الخارجية في ملف تايوان وما وصفها “بالأنشطة الانفصالية الرامية لاستقلال الجزيرة”، مؤكداً أنّ بلاده ستعارض بحزم تدخل القوى الخارجية في تايوان والتي تعمل على انقسامها.
وقال إن “بكين ستعمل على تعزيز الاستقرار في هونغ كونغ وماكاو”.
ويجدر التذكير إلى أنّ “شي” فاز الجمعة بولاية جديدة مدتها خمس سنوات على رأس الصين، بعد تصويت بالإجماع في البرلمان، في خطوة جاءت تتويجاً لصعوده الذي جعل منه أقوى زعيم للبلاد منذ أجيال.
وقد وصفته صحيفة الشعب اليومية مؤخراً في سيرة ذاتية نشرتها عنه بأنّه “زعيمٌ لا يكلّ”، مشيدةً بـ”روح التضحية” لديه، ومؤكدةً أنّ “الناس العاديين ينظرون إليه على أنّه قريب عزيز”.
وبهذا يصبح شي أول رئيس صيني يتم انتخابه لولاية ثالثة، بعدما انتخب للمرة الأولى رئيساً للبلاد في آذار/مارس 2013، وأعيد انتخابه لولاية ثانية في آذار/مارس 2018.
من جهته، انتقد رئيس الوزراء الصيني الجديد، لي تشيانغ، الذي تولى المنصب منذ أيام في مؤتمر صحافي في بكين؛ “تطويق بلاده وقمعها” من جانب الولايات المتحدة”، في موقف أطلقه مع انتهاء الدورة السنوية للبرلمان.
قائلاً: إن “الصين والولايات المتحدة يمكنهما ويجب أن تتعاونا، عندما تعمل الصين والولايات المتحدة معاً، هناك أمور كثيرة يمكننا تحقيقها”.
مشدداً على أهمية التنمية والاستثمار في بلاده، وقال إن الصين تتمتع بموارد بشرية وطبيعية هائلة، ولديها أساس تنموي قوي وحجم سوق ضخم وهي عوامل مهمة للتنمية الاقتصادية، مؤكداً العمل على التنمية المرتكزة على الموارد البشرية.
ذاكراً أنه يتم العمل على تعزيز التبادلات مع الجانب التايواني، وتشجيع المزيد من التايوانيين على الاستثمار في الصين، وأضاف أنه خلال السنوات الماضية ساهمت بعض العوامل في تباطؤ التنمية في هونغ كونغ وماكاو، لكنهم استطاعوا التغلب عليها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن قال في غير مرة إنّ الولايات المتحدة تسعى لمنافسة الصين وليس مواجهتها، فيما توجّهت بكين لواشنطن برسائل علنية تقول إن العلاقات تضررت بسبب استخدام واشنطن العشوائي للقوة.
وفي سياق متصل أعلن وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، أن الولايات المتحدة لا تنافس الصين منافسة شريفة وهي تحاول احتواءها وقمعها، مضيفاً: “إذا لم تضغط الولايات المتحدة على المكابح، وواصلت السير في المسار الخطأ، فلن تكون هناك حواجز قادرة على منع القطارات من الخروج عن مسارها وانقلابها، وهذا سيؤدي بالتأكيد إلى المواجهة والصراع”.
وقد تضاعفت في السنوات الأخيرة المواضيع الخلافية بين الصين والولايات المتّحدة، سواء حول اختلال الميزان التجاري بين البلدين، أو مسألة تايوان، أو ملف الهيمنة في مجال التقنيات المتقدمة أو الاتّهامات بالتجسّس.