منذ أن وصل الرئيس بشار الأسد إلى مطار موسكو مساء الثلاثاء، في زيارة رسمية إلى روسيا حتى بدأت تصيّدت بعض وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي صور الرئيس بشار الأسد وحيداً في المطار دون مسارعة صديقه بوتين عن استقباله.
ويعد الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الوحيد الذي يتتبع خصومه كل تفصيل أو حركة من حركاته في كل مرة يظهر فيها على الشاشة سواء بخطاب للسوريين أو كلمة متلفزة أو لقاء صحفي أو زيارة لموقع ما داخل سوريا أو خارجها.
ولا يقتصر هذا التتبع على كل كلمة والذهاب بتأويلها بعيداً عن حدود المعنى، بل أيضاً يذهب لأبعد من ذلك ليشمل حركات يده وعينه وانفعالاته الطبيعية كأن يضحك أو يبتسم وكذلك تغيرات جسمه العادية كأن يبدو نحيفاً أو متعباً وغير ذلك مما يصل إلى مرحلة الهوس!
وهذا التتبع أيضاً لا يقتصر على المعارضة المسلحة في الداخل أو المعارضين السياسيين المقيمين في فنادق تركيا أو قطر أو أمريكا وغيرها، بل اللافت أيضاً أنه الرئيس الوحيد الذي ما يلبث أن يطل على الشاشة حتى تجنّد وسائل الإعلام الخليجية ويتبعها الأجنبية كل جهودها في تحليلات الشخصية والتحليل النفسي وتفكيك الرموز وتضج بها على مختلف ميادين الميديا!.
وكما هو العادة بدأت حملة طرح الأسئلة والشكوك مع ظهور الرئيس بشار الأسد في مطار موسكو بدون صديقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليسأل الجميع لماذا تغّيب بوتين عن استقبال الرئيس الأسد؟!.
واشتعلت الشكوك حول تبدل المزاج الروسي تجاه الأسد أو وجود خلافات سياسية بين البلدين وإثارت الرأي العام لاستغلال تلك الفرصة إعلامياً وسياسياً.
والحقيقة أنه لا شيء يدعو للريبة أو لاعتقاد أن شيئاً ما تغير في علاقة سوريا وروسيا من خلال البناء على تلك اللقطات التي ظهر فيها الأسد بدون بوتين.
ذلك لأنه على الجميع أن يعلم أن كل دولة تطبّق بروتوكولها الخاص في استقبال رؤساء الدول والشخصيات الرسمية، حيث ينصّ البروتوكول على تخصيص مسؤول حكومي معين لاستقبال قادة الدول ممثلاً عن رئيس الدولة، وهذا هو المعهود في البروتوكل الروسي مع أغلبية رؤساء الدول وليس أمراً جديداً.
وقد تم تطبيق نفس البروتوكول مع زيارات رسمية أخرى لرؤساء دول من المنطقة حصل كالرئيس التركي عام 2022 والرئيس اللبناني عام 2019 والرئيس المصري عام 2015.
وكذلك مع رؤساء دول أوروبا كزيارة الرئيس أوباما لروسيا عام 2009، وعام 2013
وعادة ما يلجأ المعلقون إلى ايراد أسباب سياسيّة لذلك بحثاً عن التريند وتبعاً للتموضع السياسي، لكن الحقيقة مختلفة، فالدول تتبع برتوكولها الخاص في الاستقبال، والبروتوكول المعتمد حالياً في روسيا .
فتنطلق مراسم الاستقبال الرسمية في الكرملين وليس في المطار الذي يخصص فقط لاستقبال عادي لضيف روسيا من قبل شخصية يعنيها الرئيس نفسه، بعد ذلك يستعرض الجانبان الفرق العسكرية، قبل أن يختتم بسلام الرئيس أو الملك على وفد الاستقبال الروسي على أن يخصص الرئيس الروسي استقبالاً خاصاً لضيفه في القصر الرئاسي ويشرف عليه بحضوره شخصيا.
وبعد العلم بذلك لا داعي للانجرار وراء تكهنات فايسبوكية وإعلامية سواء تبحث عن التريند أو لديها خصومة مع الرئيسين السوري والروسي وتحاول تشتيت الرأي العام حول العلاقات السورية الروسية.