يستبعد خبراء ومراقبون سياسيون لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يطمح الأخير بحصوله قبل الانتخابات الرئاسية فيما يتوقعه آخرون بناءً علی وساطة روسية.
وفي السياق ذاته أفاد الباحثون السياسيون أن الرئيس الأسد لايثق بأن مجرد لقائه بأردوغان وفوزه في الانتخابات سيغير شيئاً في الاحتلال التركي لسوريا.
وفي السياق ذاته روى كتاب سياسيين نقلاً عن الأسد قوله بأن أردوغان كان صديق له بشكل كبير جداً وفجأة انقلب وكأنه إنسان آخر تماماً واتضح أنه كان يمثل كل هذه الفترة ولهذا سوريا لاتثق بأردوغان.
وعن الأمثلة التي تجعل سوريا غير واثقة بأنقرة أشار باحثون سياسيون إلی أن تركيا تعتبر الدولة الضامنة لتنفيذ بنود اتفاق أستانة التي تم توقيعها بين سوريا وتركيا وإيران وروسيا، لكنها لم تلتزم ببنوده لاسيما بوقف إطلاق النار بل ولم تلتزم بأي من الاتفاقيات التي تم توقيعها.
وفي سياق متصل يؤكد كتاب سياسيين أن الرئيس الأسد يدرك تماماً بأن أردوغان مراوغ ويتلاعب بالألفاظ ويلعب علی الحبال.
مشيرين بأنّ الأسد لايثق بأن يری أردوغان مختلف بعد الفوز في الانتخابات وبالتالي لا ضمانة او أي شئ غيرها يؤكد وجود تقارب بين البلدين مالم يكن هناك تصريح حقيقي بشأن الانسحاب من الأراضي السورية.
منوهينَ إلی تصريح الرئيس الأسد حول اللقاء مع أردوغان والذي أطلقه من موسكو، وتأكيده علی أن ذلك مرتبطاً بالانسحاب التركي من الأراضي السورية.
موضحين أن هذا التصريح أكد أنه لايمكن لروسيا أو إيران الضغط علی سوريا لتحقيق هذا اللقاء لأن موضوع الإنسحاب التركي من الأراضي السورية موضوع سيادي ولايمكن أن تحقق تركيا أي نجاحاً علی حساب الدم السوري.
من جانب آخر يتوقع كتاب سياسيين نجاح روسيا في نهاية المطاف في الوساطة بين تركيا وسوريا.
مؤكدين أن جميع القرارات والاجتماعات في مجلس الأمن التي حضرتها روسيا تضمنت تأكيداً علی وحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية.
وفي سياق متصل أكدوا أن العامل الآخر الذي يساعد نجاح الوساطة الروسية لايرتبط فقط بتركيا وسوريا وإنما يرتبط بوساطة أخری بين الجانب السوري والجهات الكردية وهذا ما سيتيح فرص للوصول إلى حلول تنتهي بحل للأزمة بين تركيا وسوريا.
فيما يستبعد خبراء في الشؤون التركية حصول هذا الاتفاق لافتين إلى تأكید الولايات المتحدة سعيها الحثيث لتأخير الوصول إلی إتفاق بين دمشق وأنقرة.
قائلين بأنه مهما حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العصيان ضد سيده الأميركي، تبقی تركيا تأخذ بعين الاعتبار أنها هي عضو في حلف ترأسه الولايات المتحدة وبالتالي أينما تری أنقرة الخط الأحمر الأمريكي فإنها سوف تتردد في اختيار قرار مناهض له.
مبينينَ أن أحد أسباب عدم استعداد تركيا الإلتزام بتعهداتها إزاء سوريا، فضلاً عن أطماعها التاريخية وهو الخوف من عقوبات أو ردود فعل الأمريكية لاسيما عشية الانتخابات الرئاسية.