يخطط حلف شمال الأطلسي “الناتو” لتجهيز قوات مستعدة للقتال، تصل إلى 300 ألف شخص، بالقرب من الحدود الشرقية مع روسيا.
وذلك مع تواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، دول حلف “الناتو” تخطط لتجهيز قوات مستعدة للقتال تصل إلى 300 ألف شخص، بالقرب من الحدود الشرقية مع روسيا، وفق صحيفة “بوليتيكو” الأميركية.
ووفقاً لصحيفة “بوليتيكو”، فإن هذه الخطة تقوّض وحدة الحلف، بسبب التكاليف الباهظة لتنفيذها، فيما أنّ نقص الأموال والذخائر يعقد الوضع.
مشيرةً إلى أنّ “آلاف العسكريين سيكونون مستعدين للمضي قدماً في أقصر وقت ممكن لمساعدة دول الناتو”، ويجب الانتهاء من هذه الخطط، والموافقة عليها من قبل قمة الحلف في فيلنيوس يومي 11 و12 تموز/يوليو المقبل.
كاشفةً أنّ وزراء دفاع “الناتو” سيقدمون هذا الربيع في اجتماع في بروكسل في 3 و4 نيسان/أبريل، “خططاً معدلة للدفاع الإقليمي للحلف، والتي ينبغي أن تعيد تحديد بالضبط، كيف يعتزم الحلف حماية مليار من سكانه المواطنين.
لافتةً إلى أنه مع ذلك، “من أجل إعداد مثل هذا العدد من الجنود، فإنهم لا يحتاجون فقط إلى التجهيز والتسليح، ولكن أيضاً لتوفير التدريب المناسب، الذي يتطلب مئات الآلاف من أنواع الذخيرة المختلفة”.
ووفقاً لـ “بوليتيكو”، فإنّ هذا العمل جاء في الوقت الذي تعاني فيه دول “الناتو” حالياً بالفعل، من نقص في المعدات، إثر إرسال معظم مخزوناتها إلى أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، تعتزم دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي زيادة إمدادات القذائف إلى أوكرانيا، وتجديد مخزوناتها على المستوى الوطني.
كما نقلت الصحيفة عن الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ، قوله، إنّ “المستوى الحالي لاستهلاك الذخيرة في أوكرانيا لا يمكن تحمّله مقارنةً بمستوى إنتاجها”، وبالتالي تواجه دول الحلف الحاجة إلى زيادة جديدة حادة وكبيرة في الإنفاق العسكري والإنتاج العسكري، “ولا يتضح في الوقت الحالي ما إذا كانت هناك قدرة صناعية كافية لذلك”.
مشيرةً إلى أنه “بمجرد أن تصبح الخطط العسكرية للحلف جاهزة، سيتعين على دول الناتو المشاركة وتوفير الجنود والطائرات والسفن والدبابات لملء جميع أعمدة هذه الخطة. وسيجري اختبار وحدة الناتو في هذا الصيف، عندما يجتمع زعماء دول الحلف الثلاثين في فيلنيوس”.
مؤكدة ف ذات الوقت أنه “في حال شعرت دول الناتو بالقلق بالفعل، بشأن مستوى مخزونات أسلحتها، بالتوازي مع حاجة أوكرانيا الماسة إلى ذخيرة وأسلحة جديدة من دول الحلف، فهناك خطر من أن لن يتمكن جميع أعضاء الحلف من الوفاء بوعودهم بالمساهمة في خطط الدفاع للناتو”.
وفي سياق متصل أعلن رئيس “مجموعة فاغنر” الروسية، يفغيني بريغوزين، أمس السبت، أنه يخطط لتجنيد نحو 30.000 مقاتل جديد بحلول منتصف شهر أيار/مايو المقبل؛ فيما تضغط المعارك القاسية بشدة على الجانب الروسي والأوكراني على السواء لاسيما في مدينة باخموت شرق أوكرانيا.
وأكّد الأمين العام للحلف ستولتنبرغ، في 23 شباط/فبراير الماضي أنّ دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” قد استنفدت مخزونها من قذائف المدفعية لتسليمها إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ التحدي يتمثل حالياً في زيادة إنتاج هذه القذائف في وضع “دخل فيه الصراع مرحلة حرب الاستنزاف”.
مشدداً في كانون الثاني/يناير الماضي، على أنّه يتعيّن على دول “الناتو” تجديد مخزونات الأسلحة والذخيرة في أسرع وقت ممكن.
كما نقلت وكالة “بلومبرغ ” الأميركية في تشرين الأول/أكتوبر 2022، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أنّ دولاً في حلف “الناتو” طالبت شركات الأسلحة بزيادة إنتاجها بهدف تجديد مخزوناتها، مشيرةً إلى أنّ “الدعم الذي تقدمه تلك الدول لأوكرانيا، تسبب في نقص المخزونات لديها، على نحو قد يستغرق سنوات لتعويضه”.
وأكّد ستولتنبرغ في وقت سابق أنّ “روسيا تستعد لحرب طويلة في أوكرانيا”، التي ينبغي للحلفاء في “الناتو” أن يواصلوا دعمها بالأسلحة”.