أطلق المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله العظمى في الجمهورية الإسلامية الإیرانیة الإمام السيد علي الخامنئي على العام الإيراني الجديد شعار “كبح التضخّم نموّ الإنتاج”.
مؤكدًا أنَّ التضخّم مشكلة أساسيّة والإنتاج المحلّي يشكّل حتمًا أحد مفاتيح الإنقاذ للبلاد من المشكلات الاقتصاديّة.
وفي كلمة ألقاها من حرم الإمام الرضا عليه السلام لمناسبة حلول العام 1402 هجري شمسي قال الإمام الخامنئي بأنه: “يجب أن تنصبّ همم المسؤولين كلها على هذيْن الموضوعين في الدرجة الأولى، وفي الثانية الناشطون الاقتصاديّون والشعبيّون ومن يمكنهم إنجاز عملٍ ما والناشطون الثقافيّون ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي لا بدّ أن تُثقّف في هذه المجالات”.
وفي السياق ذاته شدَّد سماحته على أنَّه لا بدّ للجميع أن يلتفتوا إلى هاتين النقطتين الرئيسيّتين كبح التضخّم في الدرجة الأولى، أي أن يكبحوا التضخّم فعلًا ويقلّصوه قدر الإمكان، وأن يجعلوا قضيّة الإنتاج تزداد تقدّمًا.
مشيراً إلى أنِّ القضيّة الأساسيّة والمحوريّة لهذا العام هي الاقتصاد و مبينًا أنَّ الحكومة الإيرانية ومجلس الشورى الإسلامي والناشطين الاقتصاديّين والفئات الشعبيّة الشابّة والمليئة بالدوافع يُنجزون أعمالاً جيّدة جدًّا في هذه المجالات الاقتصاديّة.
وفي سياق متصل أضاف السيد الخامنئي: “لا بدّ أن تتركّز الجهود على إزالة مشكلات البلاد والناس، فهذه الإزالة تكون أحيانًا عبر الأنشطة الاقتصاديّة الأساسيّة كالإنتاج وهو نشاطٌ متجذّرٌ في الاقتصاد، أي إن الإنتاج عملٌ أساسي في الاقتصاد، وكذلك عبر الأعمال الإنسانيّة والإسلاميّة من قبيل المواساة والمساعدات الشعبيّة والتعاون الشعبي مع الطبقات الضعيفة في المجتمع”.
لافتاً إلى أنّ المشكلات والأزمات الاقتصاديّة ليست محصورة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالكثير من دول العالم تعاني اليوم من أزمات اقتصاديّة خاصّة، حتّى تلك الدول الثريّة وذات الأنظمة الاقتصاديّة القويّة والمتقدّمة وهم غارقون حقًّا في مشكلات ومعضلات كثيرة، وأوضاع بعضها أسوأ من وضعنا بكثير من هذه الناحية.
وتابع سماحته قائلاً : “الأنظمة الاقتصاديّة القويّة تُصاب بانهيار المصارف، وهذا ما تبادرت أخباره إلى أسماعكم في المدة الأخيرة. طبعًا، نشرت أخبار بعضها وبعضها الآخر لم يُنشر، وسوف تُنشر أخبارها على كلّ حال. هناك انهيارٌ للمصارف وديونٌ ترليونيّة استثنائيّة في بعض البلدان، وهذه أزمة بطبيعة الحال، وهي مشهودة هناك كما هي مشهودةٌ هنا أيضًا”.
مشدداً على أنَّه: “لا بدّ أن تنصبّ مساعي جميع المسؤولين الحكوميين ومعها مساعي الناشطين الاقتصاديّين والسياسيّين والثقافيّين لنجعل 1402 عاماً عذبًا للشعب الإيراني. فلتُقلّص المرارات ولتُضاعف الحلاوات ولنُضفْ النجاحات”.
هذا ويذكر بأنّ الإمام الخامنئي بارك عيد “النوروز” لكلّ فرد من أبناء الشعب الإيراني، وبالأخص عوائل الشهداء والجرحى والمضحّين والعاملين في خدمة حياة النّاس، وكذلك سائر الشعوب التي تُحيي عيد النوروز وتوليه الاهتمام.