صرّحت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم بأنّه على الرغم من طلب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من أعضاء حزب “الليكود” عدم التطرق إلى الأزمة الحاصلة مع الولايات المتحدة الأميركية في وسائل الإعلام، فإنّ أعضاء من حزبه علّقوا على تصريح الرئيس الأمريكي ونددوا به.
بدوره توجّه عضو “الكنيست” دان إيلوز إلى أعضاء الكونغرس الأميركي، قائلاً إنّ كلام الرئيس الأميركي جو بايدن “تجاوز الخط الأحمر”.
وفي السياق ذاته أضاف قائلاً :”لا يتصرف الأصدقاء مع بعضهم البعض بهذه الطريقة لا تفعلوا هذا ثانيةً”.
من جانب آخر انتقد عضو “الليكود” نيسيم فاتوري كلام بايدن والمسؤولين الأميركيين قائلاً: “إذا اعتقدوا أنهم يدعمون إسرائيل حقاً ويهتمون بنا وبالعلاقة التي بنيناها قبل كل شيء، فمن الواضح أنّ الأمر غير ذلك. لا أعتقد أنّ الرئيس الأمريكي يجب أن يتدخل في شؤون إسرائيل الداخلية. السؤال المطروح: هل هذه ديمقراطية؟ أن يأتي رئيس ويملي علينا ما نفعل؟”.
وتزامناً مع ذلك علقت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية على كلام جو بايدن، قائلةً إنّ الأخير “قال للإسرائيليين كل الحقيقة في وجههم”.
وأوضحت الصحيفة في مقال تحت عنوان “إذلال بايدن لنتنياهو يوضح كيف يرى العالم الغربي الآن إسرائيل” أنّ نتنياهو تلقى “إهانة ثانية على التوالي، استمراراً لسلسلة طويلة من الضربات التي يتلقاها رئيس الحكومة في الساحة الدولية، منذ أن أنجز تركيب ائتلافه قبل 3 أشهر”.
وفي سياق متصل نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مصادر أمنية تحذيراتها من أنّ التعاون الأمني بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” سيتضرر إذا استمر التوتر مع واشنطن، وكذلك العلاقات بين الاحتلال وبعض الدول.
وذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” تقريراً تحت عنوان “بطاقة صفراء من واشنطن” قالت فيه: “من دون مساعدة من الولايات المتحدة، إسرائيل أضعف وأكثر عرضة للضرر ومن يزعم شيئاً آخر ببساطة لا يفهم”.
وطلبت الصحيفة الإسرائيلية أعضاء “الكنيسيت” أن “يسدوا أفواههم ويمتنعوا عن سلسلة من الكلام الهراء المضر الذي أطلقوه رداً على القلق الذي أعرب عنه الرئيس بايدن”.
وأفاد موقع “والاه” الإسرائيلي يوم أمس أنّ الرئيس الأميركي نقل رسالة شخصية وسرية إلى نتنياهو، يطالبه فيها بوقف التعديلات القضائية وإيجاد حل وسط.
ووفقاً للموقع فإن الرسالة جاءت صباح اليوم التالي لإقالة وزير الأمن يوآف غالانت التي تبعها قرار نتنياهو تأجيل التشريع.
ويُذكر بأنّ الرسالة السرية أظهرت أنّ الرئيس الأميركي تدخل مباشرة في حملة الضغط التي أدارها البيت الأبيض إزاء الموضوع في العلن والسر، من أجل إقناع رئيس حكومة الاحتلال بإيقاف التشريع.
ومساء الثلاثاء الماضي كان قد قرر بايدن تحويل رسالته الخاصة إلى نتنياهو إلى رسالة علنية وقال للصحافيين إنّه يأمل أن يتراجع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن خطته في التعديل القضائي.
من جانبه دعا بايدن نتنياهو إلى التوصل إلى تسوية والتخلي عن مشروع التعديلات القضائية وإيجاد حل “للوضع الصعب الذي تعيشه الدولة”.
وعندما سئل بايدن إن كان سيدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض، قال: “لا، ليس في المدى القريب”.
وفي وقت سابق ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي أنّ العلاقات الأميركية الإسرائيلية: “تمرّ بأزمة متكاملة بعد أقل من 3 أشهر” من عودة نتنياهو إلى مكتب رئاسة الوزراء.
وفي شهر شباط الماضي كان قد حذّر رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من أنّ “إسرائيل” قد تخسر واشنطن بسبب إجراءات حكومة الاحتلال والتعديلات القضائية.