تعمل مؤسسة قناديل للتنمية المستدامة في داريا ضمن برامجها وخططها الممنهجة على تنفيذ مبادرات متعددة تصب في إعادة الحياة إلى المنطقة بشكلها المعافى والمتكامل.
وفي هذا أكّد المحامي مازن العزب رئيس مجلس أمناء المؤسسة؛ أن أعمال الدعم مستمرة طوال العام في مجالات مختلفة، ولكن لشهر رمضان خصوصيته في مبادرات نوعية.
وأشار إلى أن أولى هذه المبادرات كانت حفل تكريم أقيم بالتعاون مع محافظة ريف دمشق ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وقد تم خلال الحفل تكريم 25 شخص من ذوي الشهداء و25 شخص من ذوي الإعاقة و١٠ سيدات من خريجات محو الأمية؛ والأولى على سوريا بالمحو الأمية بالتعليم الثانوي، في حين تتالت المبادرات المتعلقة بوجبات إفطار الصائمين بالتشارك مع مؤسسة ساعد في تقديم وجبات طعام للأسر المحتاجة من جهة بالتعاون مع فريق عشرين عشرين من جهة ثانية الذي ساهم بتقديم 1000 وجبة إفطار لعائلات فقيرة من داريا ومحيطها.
ولفت العزب أن عدد المسجلين في المؤسسة وصل إلى 2000 عائلة حتى الآن وهناك حالات كثيرة ومتزايدة تحتاج للكثير لتغطيتها.
موضحاً أن المؤسسة عملت على توزيع 125 سلة غذائية بالتعاون مع شركة كبور؛ إضافة إلى تقدمة من قبل أحد المتبرعين لـ 100 سلة رمضانية جديدة يتم توزيعها وفقا لمعايير تعتمد الأكثر احتياجاً، والأسر التي ليس لديها معيل وعدد أفرادها كبير، وكذلك الأسر التي لديها أشخاص من ذوي الإعاقة نظراً لما يحتاجه المعوق من مصاريف أكثر من الشخص العادي.
بالإضافة إلى أن هناك مبادرات لتقديم خزانات مياه للكثير من الأسر لتأمين مياه الشرب لهم بعد الكشف على أوضاعهم.
وبين أن المؤسسة استطاعت تأمين عشرة آلاف قطعة ملابس لكافة الأعمار بين الجديد والمستعمل (التي هي بحالة جيدة جداً) حيث يتم تجهيزها وترتيبها من غسيل وكوي وتكييس ليتم عرضها ضمن سوق خيري في الأيام التي تسبق العيد وتوزيعها على الأسر المحتاجة وفق قسائم تُعطى لهم بشكل مُسبق.
وأشار إلى وجود مبادرات وأنشطة عديدة ذات أهمية في خدمة المجتمع المحلي ومنها مبادرة المئة باب؛ والتي من خلالا تُقدم أبواب للعائلات التي تسكن في بيوت ليس لها أبواب.
وذلك بعد الكشف على أرض الواقع من قبل الفريق التطوعي والتأكد من نوعية الأبواب التي تحتاجها هذه العائلات، والتي يتم تقديمها لهم بالكامل بشكل مجاني.
وأوضح العزب اهتمام المؤسسة بالجوانب التعليمية كجزء من أهدافها، وخاصة بعد التجربة الصعبة التي عاشها الناس خلال فترة الحرب على سورية، وخسارة الكثير منهم لأمواله وأملاكه، فكانت الشهادة العلمية سلاحاً هاماً لتأمين فرص العمل.
وعليه يتم التركيز اليوم على التعليم كأهم خيار لمستقبل آمن في ظل الثورة المعلوماتية.
وأشار أيضاً أنهم عملوا على ذلك انطلاقاً من ترميم العديد من المدارس وتوفير المستلزمات الكاملة لها من الألف إلى الياء، منها مدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية.
كما بادروا بالتعاون مع لجنة أصدقاء مدارس داريا بتقديم رواتب ومكافآت عينية لجميع المدرسين والإداريين والعاملين في كافة المدارس بشكل شهري، وتزويدها بغطاسات مياه، وتقديم طاقة شمسية كاملة للمدرسة الغربية بهدف تشغيل الغطاس وإنارة المدرسة.
ونظراً لتزايد الاحتياجات تسعى مؤسسة قناديل للتنمية المستدامة للخروج من الحالة الخيرية الاستهلاكية والتوجه نحو العمل التنموي من خلال التوجه نحو إنشاء مشاريع صغيرة مثل معمل للمنظفات وورش خياطة لتشغيل وتوظيف السيدات المعيلات وتأمين فرص عمل تمكنهن من الاهتمام بأسرهن.
وهناك مشاريع تتعلق باستصلاح الأراضي الزراعية؛ تحدث عنها العزب بأنها جاءت نتيجة لتجارب سابقة مع بعض الأسر التي تعيش على أطراف داريا حيث كان وضعهم المادي سيئ جداً، ولكن بعد استخدامهم للأراضي واستصلاحها أصبح وضعهم المعيشي أفضل من الأسر التي تقطن داخل المدينة، فكان ذلك دافعاً لدعم هذا الجانب لدى الكثير من الأسر.
ولفت إلى ضرورة تزويد المنطقة بالطاقة الكهربائية والوقود بما يسهم ويسرع من عملية التطور واجتياز الآثار السلبية للحرب وخاصة أنها منطقة تضم تنوعا في المهن والحرف والتجارة والصناعة مما يتطلب توفير الكهرباء بشكل أفضل.