إنّ الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية تؤكد وبشكل صريح دور الكيان الإسرائيلي بإطالة أمد الأزمة، عبر دعم التنظيمات الإرهابية من جهة والتدخل المباشر لصالح هذه التنظيمات من جهة أخرى.
فلم يعد خافياً الدور الذي يلعبه كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على سورية طوال العقد الماضي حيث لم يكتف بما قدمه من دعم للإرهابيين.
فهو ينتهز الفرص ويقوم بتدخل مباشر بين الحين والآخر ويعتدي على الأجواء السورية بشكل يناقض كل المواثيق والعهود الدولية مستغلاً انشغال الجيش السوري بالحرب المقدسة التي يخوضها من أجل سيادة سورية ووحدتها واستقلالها.
الأمر الذي يؤكد أن العدو الإسرائيلي وأطماعه لا يستهدفان الأراضي الفلسطينية وحسب بل تمتد تلك الأطماع لما هو أكبر من ذلك.
فالمخطط الإسرائيلي يهدف لإطالة حالة الحرب على سورية، التي كانت ولا تزال الخصم العربى الأبرز الذي تخشاه “إسرائيل” وأبرز أركان الممانعة ضد كيان الاحتلال في المنطقة، لذلك يحرص هذا الكيان على استمرار ضمان انشغال سورية بشأنها الداخلي حتى لا تضطلع بدورها الإقليمي.
فالحروب الجانبية التي تقوم بها إنما هي لتشغل دمشق عن سعيها الرئيسي في إنهاء حالة الحرب والقضاء على البؤر الإرهابية وبسط السيادة السورية على كامل أراضيها.
والتجربة تؤكد فشل المحتل في مخططاته واستفادته من الحرب لتحقيق أهدافه الساعية الى التهام كل الأراضي العربية المحتلة وتحقيق أوهام «إسرائيل» الكبرى الممتدة من المحيط إلى الخليج.
ولاسيما أن المجتمع الدولي يتغاضى عن ممارسات الاحتلال وما يخلفه من اعتداءات سواء على الجانب الفلسطيني أو على الجانب السوري، فعدم محاسبته يجعله يمضي قدماً في السعي وراء سراب أطماعه مرتكباً في سبيل ذلك جرائم يندى لها جبين الإنسانية ويعاقب عليها القانون الدولي والإنساني.