كتبت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” على موقعها الإخباري عن أهمية الاحتفال بذكرى الجلاء.
قائلةً: “يتطلع السوريون اليوم بعد 77 عاماً على جلاء آخر جندي فرنسي محتل عن أرض الوطن إلى طرد ما تبقى من فلول الإرهاب وداعميه، وتطهير ربوع الوطن من رجسهم وعمالتهم وجرائمهم.
وكما في السابق سيجر العدو أذيال الخيبة ويخرج صاغراً، وستصدح حناجرهم من جديد فرحاً وافتخاراً قائلين:
يوم الجلاء هو الدنيا وزينتها لنا ابتهاج وللباغين إرغام
وكيف لا يكون يوم النصر قريباً وقد غرس الجلاء في ضمائر الأجيال المتعاقبة طيب الذكرى التي يفوح منها عبير الياسمين الدمشقي المتدلي من شرفات المجد على امتداد وطننا الحبيب”.
مُذكّرةً أنّ الاستعمار الفرنسي أراد من احتلال سورية نهب خيراتها والتحكم بمصير أبنائها، ولكن منذ اللحظات الأولى لدخول أولى طلائع الاحتلال الفرنسي إلى الساحل السوري عام 1918، كان للثوار بقيادة الشيخ صالح العلي كلام آخر، فكانت الرصاصات الأولى ضد الاحتلال هي شرارة اندلاع مقاومة شعبية مسلحة ضد المحتل على امتداد مساحة الوطن.
وبيّنت أنه كما علمنا التاريخ في كل محنة تعصف بالبلاد، تجلت الوحدة الوطنية في أبهى صورها، واستنهض الخطر السوريون في على امتداد ساحة الوطن في الساحل والشمال وحوران وجبل العرب ودمشق وحمص والمنطقة الشرقية وغيرها لمقاومة المحتل الفرنسي، رغم محاولاته زرع الفتنة والفرقة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد.
وقالت: “استفاد أبطال الجلاء في عملياتهم العسكرية ضد قوات الاحتلال الفرنسي الأكثر عدداً وعتاداً من مكونات الطبيعة الجغرافية كالجبال (جبل العرب، جبل عامل، جبال عكار، جبال المنطقة الساحلية، جبل الزاوية، جبل الأقرع) والأحراش (غوطة دمشق، بساتين حمص وحماه، غابة الفرلق )، والأنهار (نهر العاصي، نهر الفرات، نهر الخابور) وخاضوا حرب عصابات ضدهم سواء في معارك مباشرة أو في وقائع كر وفر حسب شروط المعركة وطبيعتها.
وأضافت: “هاجم المجاهدون السوريون الأبطال المراكز العسكرية للاحتلال الفرنسي المنعزلة وحاصروها لجذب قوات العدو إليها، كما هاجموا أرتاله أثناء تحركها، وعمد المجاهدين الأبطال إلى شل قوات العدو وإضعافها أينما وجدت بحرب استنزاف كبدت العدو خسائر فادحة”.
وقد ذكرت أهم المعارك التي خاضها الأبطال السوريون من دخول أول مستعمر حتى طرد آخر مستعمر على أراضيها؛ وبيّنت إصرار الأبطال على استرداد أرضهم التي سقوها بدمائهم.
وختمت أنه مع إحياء السوريين لذكرى الجلاء المجيد، يؤكدون اليوم أنهم أهل لحمل الراية التي تمسك بها الآباء والأجداد ورفعوها عالياً في سماء العزة والكبرياء، فالمعركة من أجل الكرامة والاستقلال واحدة ودروس التاريخ النضالي تؤكد أن الانتصار على قوى الاستعمار سيتبعه اليوم القضاء على الإرهاب ورعاته بفضل بطولات جيشنا الباسل وشعبنا الصامد.