حضر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد اللـه إلى دمشق يوم أمس بعد غياب استمر 12 عاماً، مدفوعاً برغبة بلاده باستعادة علاقاتها القوية مع سوريا وتعزيز العمل العربي المشترك.
هذا الأمر الذي طالما كانت دمشق تنادي به حتى خلال سنوات الحرب عليها، وفتحت أبوابها لكل تقارب عربي، ولكل مسعى يهدف إلى تحقيق المصلحة العربية المشتركة التي من شأنها حماية كل العرب من الأطماع الغربية.
وقد استقبل الرئيس بشار الأسد في قصر الشعب الوزير ابن فرحان وبحث معه العلاقات بين البلدين وملفات سياسية أخرى عربية ودولية، وكان التعاون الثنائي حاضراً في هذه المحادثات.
وقد وصفت مصادر إعلامية اللقاء ب”الممتاز”، مؤكدةً أن الأجواء كانت إيجابية، لافتةً إلى الحرص السعودي على استعادة سوريا لمكانتها العربية، واستعداد الرياض لبذل قصارى جهدها حتى تعود سوريا للعب دورها الفاعل كما ينبغي أن تكون.
مشيرةً إلى التأكيد السعودي على السعي لتقريب وجهات النظر العربية -العربية بما يدعم العمل العربي المشترك، وبينت أن السعودية تؤكد على التعاون مع سوريا في سبيل إنجاز هذا التقارب وفقاً لمصلحة شعوب المنطقة العربية.
وبعد استقبال الرئيس الأسد لوزير الخارجية السعودي صدر بيان رئاسي نقل عن الرئيس الأسد تأكيده بأن الأخوّة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيراً عن الروابط بين الدول العربية، وأن العلاقات السليمة بين سوريا والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضاً، حيث تنطلق من عمق تاريخي يعود إلى عقود طويلة بين البلدين.
مشيراً إلى أن السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصب في مصلحة الدول العربية والمنطقة.
واعتبر الرئيس الأسد، أن الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز كل تداعيات الحرب على سوريا، واستقرار الأوضاع وتحرير كامل الأراضي السورية.
وأشار إلى أن التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة لاستثمار هذه التغيرات لمصلحة الشعب العربي في أقطاره المختلفة.
وقد حمّل فيصل بن فرحان تحياته لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد وللشعب السعودي الشقيق.
من جهته نقل الوزير ابن فرحان للرئيس الأسد تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد- رئيس مجلس الوزراء، وتمنياتهما للشعب السوري بالمزيد من الأمن والاستقرار والتقدم.
معرباً عن ثقة بلاده بقدرة سوريا وشعبها على تجاوز آثار الحرب وتحقيق التنمية المستدامة، وأكد وقوف المملكة إلى جانب سوريا ودعمها لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والمهجرين.
كما لفت وزير الخارجية السعودي إلى أن المرحلة القادمة تقتضي أن تعود العلاقة بين سوريا وإخوتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة، وأن يعود دور سوريا عربياً وإقليمياً أفضل مما كان عليه من قبل.
مؤكداً أهمية توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.
بدورها قالت الخارجية السعودية:
“إنه جرى خلال لقاء الرئيس الأسد وابن فرحان، مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق”.
وأضافت:
“بحث الجانبان الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كل تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتسهم في عودة سورية إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي”.