يرى خبراء ومراقبون سياسيون أن لا علاقة بالانتخابات الرئاسية التركية ومساعي طهران وموسكو من أجل التقارب التركي السوري لأنها تأتي في إطار إحلال السلام وإرجاع السيادة السورية على كافة أراضيها وفق مبادئ وثوابت دمشق.
معتبرينَ بأنّ إيران وروسيا تؤديان دور الوساطة بين أنقرة ودمشق منذ عام 2017 مع توقيع اتفاق أستانا “بين إيران، وتركيا، وروسيا، وسوريا” لذا فإنّ محاولات موسكو وطهران لإحداث التقارب بين دمشق وأنقرة ليست وليدة اللحظة.
موضحينَ بأنّ مساعي أي دولة من أجل التقارب مع الحكومة السورية بأنه انتصار بالعنوان العريض لسوريا.
ويرى الخبراء السياسيون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد من خلال إحلال السلام بسوريا وفقاً لشروط دمشق أن توجه ضربة للولايات المتحدة الأميركية.
وكذلك روسيا تريد تسديد ضربة لواشنطن من خلال استرجاع حليفتها تركيا إلى الحضن الروسي.
وأشاروا إلى أنّ محاولات موسكو وطهران من أجل التقارب التركي السوري تصب في مصلحة الحكومة السورية لأنها تأتي بمراعاة الشروط والمبادئ السورية.
لافتين إلى أنّ ملف اللاجئين السوريين أكبر وورقة رابحة بيد المعارضة التركية لاستخدامها ضد الرئيس التركي، لذا يسعى “رجب طيب أردوغان ” من خلال التطوير في الملف السوري ولقاء الرئيس بشار الأسد أن يربح ورقة رابحة في الانتخابات.
وفي السياق ذاته أضافوا بالقول أن اللقاءات التي تعقد بين دمشق وأنقرة على مستوى وزراء الدفاع تنذر بأن هناك جانباً فنياً يفترض على الدولة التركية أن تقدم أوراق الاعتماد فيه وتترجمه حرفياً على أرض الواقع قبل الانتقال لمرحلة اللقاء بين الرؤساء الدولتين.
وأوضحوا أن أنقرة يجب عليها رفع الغطاء عن الجماعات المسلحة لبسط السيادة السورية قبل أي لقاء مرجو مع الرئيس السوري.
وفي السياق ذاته يرى المحللون السياسيون أن سوريا أمام خيارين إما خسارة أردوغان في الانتخابات والتعاطي مع رئيس جديد بسياسة واستراتيجية جديدة إزاء دمشق، أو فوز أردوغان مرة أخرى في الانتخابات التركية، فتصبح سوريا أمام أمر واقع للتعاطي مع أردوغان وفق الآلية التي هي تفرضها.
وأكدوا أنّ سوريا عادت لتؤدي دورها المحلي والإقليمي والدولي رغم الملف التركي معتبرينَ أن مجرد البحث في ملف المصالحة التركية السورية بأنه هو نجاح للحكومة السورية.
لافتين إلى أن الضمان للشروط التي تطلبها دمشق قبل حصول اللقاء بين الرئيسين الأسد وأردوغان، هي الضغط الروسي والإيراني على الجانب التركي من أجل توفيرها.
وأنّ الرئيس بشار الأسد عندما يطلب بأن يكون الاجتماع مع الرئيس التركي بعد الانتخابات التركية، هذا لأنه يريد أرضية ثابتة لهذا اللقاء.
وأن أردوغان يبحث عن مناورة سياسية من خلال لقاء الرئيس الأسد قبل الانتخابات الرئاسية التركية.
وحول تفسير الكلام الأخير للوسيط الدولي في سوريا بيدرسون، يرى الباحثون السياسيون، بأنه يأتي من باب التحرك الصين نحو الملف السوري حيث، إنها تسعى لتؤدي دوراً أساسياً في إحلال السلام بسوريا.
وفي سياق متصل يرى المحللون السياسيون أن ملف التقارب السوري التركي في تطور، موضحينَ أن سوريا ليست لديها شروط في هذا التقارب بل لديها ثوابت ومبادئ لا يمكن أن تتنازل عنها.
واعتبروا تركيا دولة محتلة لأنها دخلت الأراضي السورية دون دعوة شرعية من الحكومة الشرعية السورية، وهذا الدخول جاء من أجل تحقيق أهداف ومصالح معينة لصالح تركية.
وأشاروا إلى أنّ موسكو تحاول التسريع في لقاء الرئيس التركي والسوري وبأنه سواء ربح أردوغان أو خسر في الانتخابات الرئاسية فستكون هناك اتفاقيات موقعة دولية وعلى الطرف الذي يربح في الانتخابات تنفيذها.