في زحمة الاخبار و الأحداث لا يمكن أن يمر يوم النكبة دون أن نستحضر دراما المقاومة التي كانت ذات رسائل وأهداف وليست مجرد ملء فراغ تلفزيوني وتسعى دراما المقاومة إلى الرد على الدعاية الإسرائيلية التي تحاول إظهار الفلسطينيين كضعفاء و عدم قدرتهم على مجاراة صراع حرب العقول الدائرة مع الاحتلال .
واللافت في هذه الدراما هو ابتعادها عن تشابك الحالة الفلسطينية الداخلية وتركيزها على الوحدة وبالتالي فإن تعزيز الروح المعنوية هو أحد الأهداف التي تسعى الدراما إلى تجسيدها كما عبرت عن واقع الهموم اليومية التي يمر بها الفلسطينيون نتيجة الممارسات التي يقوم بها الاحتلال .
أما على صعيد الاحتلال فوجهت دراما المقاومة رسائل أولها ضعف جنود الاحتلال أمام عقيدة المقاتل والمقاوم الفلسطيني ويمكن القول ان هذه الدراما باتت قادرة على التأثير في النفوس والعقول وإيصال الرسائل السياسية والعسكرية وحتى الأمنية للاحتلال .
ولعل أشهر ما أنتجت الدراما العربية هو مسلسل التغريبة الفلسطينية لمخرجه الراحل حاتم علي والذي نجح في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية حسب العديد من النقاد ونال على العديد من الجوائز العربية ، أنتجته شركة انتاج سورية وجرى تصويره بالكامل في سوريا عام 2004 ويروي المسلسل قصة أسرة فلسطينية فقيرة تكافح من أجل البقاء في ظل الانتداب البريطاني ثم خلال الثورة الفلسطينية الكبرى وفي خيم اللجوء بعد النكبة حيث تلخص الاحداث التي مرت بها الأسرة حقبة تاريخية هامة في حياة الفلسطينيين امتدت ما بين ثلاثينيات وستينيات القرن العشرين مرورا” بالعديد من الأحداث المهمة ، تكمن أهمية العمل في أنه نشط الذاكرة الفلسطينية وصنع مخزونا” قيما” يبقى للأجيال القادمة بعدما راهن الاحتلال على طمس الذاكرة الفلسطينية من عقول الأجيال المتعاقبة .
وليس آخر هذه الاعمال الدرامية مسلسل “شارة النصر” الذي جُسدت فيه عملية هروب أسرى سجن جلبوع في إطار درامي تشويقي، يحكي المسلسل عن محاولة هروب ستة أسرى فلسطنيين من سجن جلبوع الإسرائيلي عام 2021، كي يناولوا حريتهم، حيث يسلط الضوء على معاناة الأسرى وما يتعرضون له من الإهمال الطبي والابتزاز والحرمان من النوم.