يری المراقبون أن الاتفاق بين طرفي النزاع السوداني في جدة قد جاء تحت ضغط دولي ودون توصل إلی توافق علی أمور سياسية وهذا ما مهد لفشل الهدنة الإنسانية.
وأكّدوا أنّ آفة التوافق السوداني هو عدم الاتفاق علی الأمور السياسية، مشيرين إلی أنّ طرفي النزاع لم يكونا مرتاحين للاتفاق الذي حصل بينهما، فكان المفروض أن يكون هناك اتفاقاً على أمور معينة سياسية تؤدي إلى وقف إطلاق النار، لكن ما حصل أن الأمور السياسية بقيت معلقة.
وأفادوا بأنه في حال عدم التوصل إلی حلول سياسية، يصبح الكلام عن حماية المدنيين مجرد كلام فارغ لا قيمة له.
لذلك اندلعت الاشتباكات مجدداً وشهدنا أن الاشتباكات لم تنحصر فقط في الخرطوم كما كان الأمر سابقاً ولكنها توسعت إلى أم درمان وإلى الخرطوم بحري وإلی دارفور.
وأوضح المراقبون أن الشرط الأول لإيجاد ممرات آمنة للمدنيين للخروج من مناطق الاشتباكات هو وقف إطلاق النار وعندما يستمر إطلاق النار يستمر كذلك سقوط المدنيين قتلی وجرحی.
ويبين الخبراء السياسيين أن السبب الأساسي لعدم التمكن من حماية المدنيين هو عدم الوصول إلی اتفاق جدي بين الطرفين.
واعتبروا أن المفاوضات أقيمت تحت طابع صوري استجابة للضغوط الأميركية والسعودية، لكن علی الأرض، لم تكن أيّ نوايا واضحة للهدنة.
وفي السياق ذاته أضافوا بالقول أن المعركة هي معركة تكسير عظم وبدأت بحدة وجنون من قبل القوتين وعندما أعلن البرهان أن قوات الدعم السريع هي قوات متمردة فهذا يعني في العرف السوداني والعرف العسكري أن لامناص من الاستمرار في الحرب.
مؤكدين أن القوتين منهكتين بشكل كبير جداً وحاولتا استغلال المفاوضات لفرض أمر واقع علی الطاولة ضد الآخر.
ويقول الخبراء في العلوم السياسية أن الطرفين المتصارعين في السودان، يستخدمان قوتهما ضد الشعب السوداني وضد قضية التغيير وضد الثورة، لهذا لن يوقفا الصراع.
لافتين إلى أن الطرفين أصبحا رهينة لشهوة السلطة وهما ضد المصلحة العامة في السودان.
مبينين أن كل من يستخدم سلاحاً لا يستخدم لصالح الشعب فهو خائن للشعب لأن الجيوش تصرف من مال الشعب ودمه.
ويذكر أنه منذ منتصف نيسان تدور اشتباكات في السودان، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وتستضيف جدة ممثلين عن طرفي الصراع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، لإجراء محادثات يأمل المجتمع الدولي أن تضع حداً للمعارك المستمرة منذ 4 أسابيع.
وجاءت المحادثات في جدة في إطار مبادرة سعودية أمريكية، تسعى لإنهاء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي حوّل أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب، وتسبب في مقتل المئات وفرار عشرات الآلاف.