أكّد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، اليوم الأربعاء، أنّ “سوريا ترحب بكل مسؤول لبناني يود زيارتها”، وذلك عقب لقائه نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب في جدة.
مشيراً إلى أنه “جرى بحث ملف اللاجئين مع الجانب اللبناني”، وشدد على أنّ “سوريا ترحب بكل أبنائها”.
مؤكداً أنّ العلاقات التي تجمع سوريا ولبنان وثيقة، وأنّ التنسيق بينهما مستمر في مختلف المجالات التي تهم البلدين.
ووصف المقداد لقاء ب “بو حبيب”:
“كان ودياً وعبّر عن العلاقات الوثيقة بين البلدين”، وأشار إلى أنّه جرى التطرق إلى موضوع اللاجئين في لبنان، والتنسيق بين وفدي سوريا ولبنان في المجالات التي تهم البلدين، وأن الأجواء جيدة.
مضيفاً:
“أكدنا أنّ اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى وطنهم، وهذه العودة تحتاج إلى إمكانيات، لكن سواء شجعتهم الدول الغربية على العودة أو عرقلت ذلك، فإن سوريا ترحب بكل أبنائها”.
منوهاً إلى أنّ “اللجوء مسألة فيها عبء، لكن سوريا تريد لكل أبنائها اللاجئين أن يعودوا إلى وطنهم ليكون هذا العبء على الوطن، وليس على الآخرين”.
وقد جاء هذا بعد إعلان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري أنّ وفداً وزارياً وتقنياً لبنانياً سيزور سوريا لبحث عودة النازحين.
وفي هذا السياق لفت المقداد إلى أنّ الرئيس السوري، بشار الأسد، قد استقبل في شباط/فبراير الماضي وفداً وزارياً لبنانياً برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب.
علماً أنّ الرئيس الأسد قال خلال الاجتماع:
إنّ “العلاقة بين لبنان وسوريا هي علاقة أخوّة بين شعبين، وهذا هو الأساس الذي يفترض أن تنطلق منه السياسات الرسمية لخدمة المصالح المشتركة للشعبين والعمل من أجل مواجهة التحديات التي يواجهانها”.
الجدير بالذكر أن ملف عودة النازحين السوريين في لبنان إلى بلادهم أثار جدلاً واسعاً، وذلك مع تصاعد المواقف بين مطالب بعودتهم بعد استقرار الوضع الأمني في كثير من المناطق السورية، ورافض لتلك العودة قبل توفير “الضمانات” الأمنية لها.
وقد بلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان بسبب الأزمة في بلادهم 1.5 مليون تقريباً، ما يقارب 900 ألف منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويعاني معظمهم أوضاعاً معيشية صعبة.
وتجدر الإشارة أنّ وزير الخارجية السوري المقداد وصل إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي ضمن وفد رفيع المستوى للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقررة إقامتها في 19 أيار/مايو الجاري.
وكانت جامعة الدول العربية أعلنت في 7 أيار/مايو الجاري موافقتها على عودة سوريا إلى شغل مقعدها في الجامعة، بعد تعليق عضويتها في أعقاب الحرب التي شهدتها البلاد على مدى 12 عاماً.