تراجع ملحوظ يشهده الغطاء النباتي على الطريق الدولي حلب _دمشق ، فقد بدت الغابات قاحلة و الأشجار شبه معدومة ، كارثة حقيقية بكل معنى الكلمة والمتهم هو وحش البرد الذي لا يرحم .
أهالي المدينة لجؤوا إلى خيار أخير وهو قطع الأشجار بعد أن شهدت المدينة أزمة محروقات حادة ونقصا” في التوزيع وصعوبة في توفير مواد الطاقة اللازمة للتدفئة إضافة للأسعار الخيالية لمشتقات الوقود في السوق السوداء.
حيث استبدل أهالي المدينة مصادر الطاقة بالمواقد التقليدية التي تعمل على الحطب لطهي الطعام و التدفئة .
علاوة على ذلك يقوم عدد من ضعاف النفوس المرتزقة عديمي الضمير بافتعال الحرائق في الأحراج والغابات للإضرار بالثروة الحراجية مما يؤدي لمسح غابات بأكملها .
غابات وأحراش ربما تحتاج لعقود طويلة لتعود كما كانت عليه مسبقا”، كانت في الماضي متنفسا” لأهالي المدينة أيام العطل وخلال فصلي الصيف والربيع و عامل جذب سياحي علاوة على أنها عنصر مهم في التوازن البيئي.
الجدير بالذكر أن الجهات المختصة تعمل على الحد من هذه الظاهرة ، ومؤخرا” أوقف قسم شرطة حلب الجديدة عددا” من المتورطين بعملية قطع الأشجار ولكن يبقى غياب واضح لرقابة مديرية الأحراج و ضابطتها يطغى على الموقف مما يساهم بزيادة هذه الظاهرة .
و ترجع الحكومة السبب في هذه الكارثة البيئية إلى الخسائر الكبرى التي مني بها قطاعي النفط والغاز جراء سيطرة الاحتلال الأمريكي و قوات قسد على معظم الحقول المنتجة للنفط في الجزء الشرقي من البلاد شرق نهر الفرات ، وسرقتهم بشكل يومي لبراميل النفط السوري و القيام بتهريبها عبر الحدود السورية العراقية ، إضافة إلى العقوبات الغربية المفروضة على الاقتصاد السوري المنهك أساسا” بسبب الحرب .
ويرى محللون اقتصاديون أن قانون قيصر فاقم المشكلة وساهم في شل البلاد فقد حال دون وصول واردات النفط الحيوية حيث منع سورية من استيراد النفط مما انعكس سلبا” على عجلة الحياة في كل المجالات وخاصة قطاعي الكهرباء والنقل .
وكانت الحكومة السورية قد اتخذت عدة إجراءات للتخفيف من حدة الأعباء على المواطنين كما ساهمت المساعدات المقدمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كسر الحصار حيث أرسلت العديد من بواخر النفط رغم تعرضها للاستهداف والإيقاف من قبل إسرائيل و ربيبتها أمريكا الأمر الذي أعاق وصول جميع البواخر أو ساهم في تأخر وصولها ، ولكن هذه الحلول رغم أهميتها إلا أنها مؤقتة ويبقى الحل الوحيد متمثلا” في طرد المحتل الأمريكي ومرتزقته من منطقة شرق الفرات وعودة جميع حقول النفط المنهوبة إلى الدول السورية ، إضافة لكسر كل دول المنطقة للحصار المفروض على سوريا و الضرب بقانون قيصر عرض الحائط الامريكي .