أكد مدير هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين ، أن قاعدة التنف العسكرية الأمريكية في جنوبي سوريا تستخدم لتدريب مسلحي “داعش” على أداء أعمال تخريبية في مناطق روسية.
وقال ناريشكين في الاجتماع الدولي للممثلين السامين للشؤون الأمنية، اليوم الأربعاء: “بحسب معلوماتنا، فإن قاعدة التنف العسكرية الأمريكية الواقعة عند الحدود بين سوريا والأردن والعراق، تستخدم في تدريب مسلحي داعش لتنفيذ أعمال تخريبية وإرهابية، وليس في الأراضي السورية فقط، لكن الآن أيضاً في مناطق تابعة لروسيا”.
وأشار مدير هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية، إلى أنه في الوقت الذي تحتفظ فيه واشنطن بوجود عسكري غير شرعي في سوريا، “تواصل ممارسة ضغط العقوبات على دمشق ما يعيق إعادة إعمار البلاد”.
وتأتي تصريحات ناريشكين، بالتزامن مع تنامي الحديث عن وجود احتكاكات روسية- أمريكية في سوريا، سبق وأن أكدت الدفاع الروسية أن “التحالف الدولي يواصل انتهاك بروتوكولات عدم الاشتباك في سوريا”، كما أكدت القيادة المركزية الأمريكية في نيسان 2023 أن “الطيارين الروس حاولوا الاقتتال مع الطائرات الأمريكية في سوريا” .
ما خصوصية التنف؟
توجد قاعدة التنف عند المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، وتلقى هذه القاعدة اهتماماً أمريكياً خاصاً، سبق وأن نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً أكد فيه أن “التنف تقع عند معبر رئيسي في الطريق السريع بين بغداد ودمشق” مضيفاً أنه “سبق أن استخدمت طائرات مقاتلة إسرائيلية الممر بطول الحدود الأردنية- السورية والمجال الجوي حول التنف لاختراق الأجواء السورية لشن ضربات”، لافتاً إلى أنه “تعمل في التنف فصائل الجيش السوري الحر، إلى حد كبير على توفير الأمن حول الموقع”.
كما برزت خصوصية القاعدة الأمريكية بزيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكي مارك ميلي، إلى سوريا في آذار الفائت، وأشارت التقديرات حينها إلى أن “اختيار ميلي تحديداً قاعدة التنف، يهدف إلى الحرص على مراعاة أمن الإسرائيليين ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم في سوريا، فضلاً عن إنعاش معنويات القوّات المنتشرة في القواعد الأمريكية بعدما تعرّضت هذه الأخيرة لاستهدافات عدة صاروخية أو بطائرات مسيّرة، والاطّلاع على عمل الأنظمة الدفاعية التي نشرتها الولايات المتحدة في سوريا للتصدّي لأيّ هجمات إضافية، وتقييم الحاجة إلى مزيد من المعدّات لتحصين تلك القواعد تحصيناً أكبر”.