صرحت نقابة أطباء السودان يوم أمس عن سقوط 17 قتيلاً وإصابة 106 أشخاص جراء قصف عنيف في منطقة مايو جنوبي العاصمة الخرطوم.
وأفادت النقابة في بيانها إنّ: “منطقة مايو (سوق 6) شهدت قصفاً عنيفاً ودامياً خلف 17 حالة وفاة وأكثر من 106 إصابات، منها 36 حالة احتاجت إلى تدخل جراحي”.
وأشارت إلى أنّ عدد الحالات المتضررة من القصف “لا يزال في تزايد”، مضيفةً بأنّ: “الطاقم الطبي في مستشفى بشائر التعليمي الحكومي عاش ضغطاً كبيراً في التعامل مع الحالات لكثرتها وقلة عدد الطاقم الطبي”.
وفي السياق ذاته ناشدت النقابة جميع الأطباء والكوادر الطبية الموجودة قرب المستشفى: “تقديم يد العون قدر الاستطاعة لزملائهم المرابطين في المستشفى، مع مراعاة السلامة الشخصية في التحرك”.
والجدير بالذكر بأنه قد بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات “الدعم السريع” 1800 شخص قضى معظمهم في العاصمة الخرطوم، وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية “غرب دارفور”.
ومن جانبه علّق الجيش السوداني مشاركته يوم أمس الأربعاء في محادثات الهدنة مع قوات “الدعم السريع”، التي كانت تجري برعاية الولايات المتحدة والسعودية لوقف إطلاق النار، متهماً “الدعم السريع بالفشل في الإيفاء بالتزاماتها”.
وتأتي خطوة الجيش السوداني بعد يومين من موافقة الطرفين على تمديد الهدنة بينهما لمدة 5 أيام.
كما أقرّ الوسطاء في المحادثات الجارية في مدينة جدة السعودية انتهاك الطرفين الهدنة مراراً، لكنهم تجنبوا حتى الآن فرض أي عقوبات على أمل إبقاء طرفي النزاع على طاولة المفاوضات.
وفي سياق متصل أفاد مسؤول في الحكومة السودانية طلب عدم الكشف عن هويته بأنّ: “الجيش اتّخذ القرار بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة”.
بدوره أفاد المتحدث باسم الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لبات لوكالة “فراس برس” يوم أمس بأنّ: “انسحاب الجيش لا ينبغي أن يحبط الولايات المتحدة والسعودية”، واصفاً خطوة الجيش بأنها: “ظاهرة كلاسيكية في المفاوضات الصعبة”.
وفي نيويورك كان قد جدّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش التأكيد على دعمه لمبعوثه الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس.
وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان اتّهم بيرتيس بالمساهمة بسلوكه “المنحاز” وأسلوبه “المضلل” في اندلاع النزاع الدامي في بلده، مطالباً الأمم المتّحدة باستبداله.
وأشار غوتيريش إلى أنّ الأمر متروك لـ”مجلس الأمن ليقرّر ما إذا كان يدعم استمرار مهمة المساعدة لفترة أخرى أو أنّ الوقت حان لوضع حدّ لها”.
وفي وقت سابق أعلن الاتحاد الأفريقي طرح خارطة طريق تهدف إلى حل الأزمة السودانية، شملت مجموعة من الإجراءات التي يجب اتخاذها لحل النزاع، منها الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار. وتشمل الخارطة 6 بنود، منها أن تعمل الآلية الموسّعة المشكّلة من الاتحاد الأفريقي على ضمان تنسيق جميع الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة السودانية.
ومنذ 15 ننيسان أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات، ونزوح أكثر من مليون شخص داخلياً، ولجوء أكثر من 300 ألف آخرين إلى دول الجوار.