لم تكتف التنظيمات الإرهابية المسلحة بما فعلته خلال سنين الحرب في سوريا، ولم يكفها حمل السلاح وسفك الدماء، لتقف مجدداً في وجه طموحات الطلاب ناسفةً أحلامهم.
فقد منع الإرهابيون في إدلب وصول الطلاب عبر ممر سراقب الإنساني إلى مراكز امتحاناتهم الخاصة بشهادتي التعليم الثانوي والإعدادي والتي كانت مديرية تربية إدلب قامت بتجهيزها في المناطق الآمنة.
وفي هذا كتبت صحيفة “تشرين” على موقعها الإخباري قول “نادر عبدو” مديرية تربية إدلب:
“انطلاقاً من مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها على امتداد الساحة السورية، وحرصاً على مستقبلهم، فقد تم اتخاذ الإجراءات والاستعدادات كافة من قبل مختلف الدوائر المعنية في محافظة إدلب، لإتاحة الفرصة لتلاميذ وطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية في المناطق الخاضعة لنير التنظيمات الإرهابية للتقدم إلى الامتحانات، وتقديم التسهيلات كلها لذلك”.
ونقلت عنه أيضاً:
“إنّ التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي، والتي تحكمها عقيدة الجهل والظلام والتخلف، لا تزال تضع العراقيل، وتمنع هؤلاء التلاميذ والطلاب من التوجه الى المناطق، حيث توجد المراكز الامتحانية التي تم تجهيزها لهذا الغرض، وذلك على الرغم من المحاولات التي بذلها الأصدقاء الروس في هذا الصدد”.
وصرحت “تشرين” أنّ أمين شعبة سراقب للحزب يوسف الخلف قد حمّل النظام التركي المسؤولية الكاملة عن منع هؤلاء التلاميذ والطلاب من التقدم إلى الامتحانات العامة، معتبراً عدم السماح للطلاب العبور إلى المناطق الآمنة اعتداءً ظلامياً جباناً على مستقبل تلاميذنا وطلابنا، كما طالب المنظمات الدولية كافة المعنية بالشأن التربوي وخاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم بممارسة الضغط على النظام التركي للإقلاع عن هذا السلوك الظلامي، وذلك حرصاً على مستقبل آلاف التلاميذ والطلاب السوريين ضحايا المجموعات الإرهابية ونظام أردوغان.
وذكرت أن مديرية تربية إدلب قد اتخذت كل الإجراءات اللازمة في ريف إدلب المحرر لاستقبال طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي بفروعها كافة للعام ٢٠٢٣.
ولفتت حسب “عبدو” إلى أن عدد الطلاب المسجلين بلغ (١٥٣٠)، منهم تعليم الأساسي (٦١٦) طالباً وطالبة والتعليم الثانوي الأدبي (٤٨٥) والفرع العلمي (٤٢٠) والمهني (٩ ) ، موزعين على (٢٣) مركزاً منهم: (٧) مراكز في خان شيخون للطلاب النظاميين موزعين (٥) مراكز تعليم أساسي ومركز لطلاب الشهادة الأدبي وآخر لطلاب العلمي، وأن عدد طلاب الأساسي (٣٩٦) والثانوي الأدبي( ٩ ) والثانوي العلمي( ٤٢).
وبينت أنه أشار إلى وجود (١٤) مركزاً للأحرار في حماة موزعة؛ (٤) أساسي بعدد طلاب (٢٢٠) و (٥) أدبي و(٤) علمي و(١) مهني و مركزان صحيان، واحد أساسي و آخر ثانوي وأن عدد الطلاب الأساسي (٢٢٢) والثانوي الأدبي (٤٦٧) والثانوي العلمي (٣٧٨) والمهني ( ٩).
وأضافت عنه أنه تم افتتاح مركزي استضافة لأول مرة في مدينة خان شيخون وبالتعاون مع المنظمات الشريكة بالعمل التربوي، جهزت هذه المراكز بكل احتياجات اللازمة من غذاء ومواد صحية ودروس تعليمية لتقوية الطلاب قبل كل مادة.
وأوضحت قوله:
أنه “سيتم نقل الطلاب من مراكز الاستضافة في خان شيخون وسنجار وأبو الظهور إلى حماة ذهاباً وإياباً وقد بلغ عدد الطلاب المسجلين في مراكز الاستضافة (٣٠) طالب تعليم أساسي و (١٣) طالب ثانوي، وهناك (١٢٠) طالباً وطالبة لم يستكملوا أوراقهم.”
هؤلاء المسلحون لم يدمّروا فقط مستقبلهم في حمل السلاح؛ بل حطّموا أحلامَ أجيالٍ، وأوقفوا مستقبلاً لطلابٍ كان لهم الحق في السعي لبناء أنفسهم وتحقيق أهدافهم.