بكامل أناقته الفراتية وزيه الريفي، العكال والكلابية، يجلس “عيسى طركي الصالح المطر” الذي ولج عقده الثامن منذ عامين، في قاعة الامتحانات ، منافسا” شباناً صغار بأعمار أحفاده، سعياً منه للحصول على شهاد التعليم الأساسي (الإعدادية).
“الصالح المطر” صاحب ال 72 عاما” يسكن قرية “حويجة شنان” الواقعة في محيط السبخة بمحافظة الرقة التي عانت الكثير خلال السنوات الماضية من ظلم الإرهاب وسيطرة تنظيم “داعش” عليها قبل أن يحررها الجيش السوري ، قرر هذا العام التقدم لامتحانات شهادة التعليم الأساسي (الإعدادية) في تجربة جريئة ومميزة ، وبحسب رأيه فإن العلم هو أساس كل شيء في الحياة والحصول عليه ليس له عمر محدد ، كما أكد رغبته في الحصول الشهادات التعليمية منذ سنوات طويلة .
وأشار إلى أن التقدم إلى شهادة التعليم الأساسي هو خطوة أولى ستليها خطوات أخرى للحصول على شهادات علمية أكثر خلال السنوات القادمة .
عيسى مثال الإرادة والإصرار توجه برسالة لجميع أبناء الرقة والجزيرة السورية بشكل خاص والسوريين بشكل عام على ضرورة السعي للحصول على العلم لأنه الركيزة الأساسية لبناء الأوطان خصوصا” بلدنا سوريا الذي يحتاج وقوف كل أبنائه لإعادة إعماره والنهوض به من جديد .
من جهته أكد مدير التربية في محافظة الرقة “فراس العلو” بأن العمر لايمنع أي مواطن من تقديم الامتحانات العامة في سوريا كما أن هناك إصرار كبير من أبناء المحافظة من كافة الأعمار للحصول على العلم بعد سنوات من الظلم والقهر الذي مورس عليهم من المجموعات الإرهابية.
وأكد أن هناك أكثر من حالة لكبار السن الذين يتقدمون للامتحانات العامة في المناطق المحررة في الرقة فمنهم المسن ” دحام” 75 عاما” الذي يتقدم لامتحانات الثانوية العامة ، و”عيسى طركي الصالح المطر” 72 عاما” الذي يتقدم لامتحانات الشهادة الإعدادية رغم عمرهما الجديد.
وأشار إلى أن كبار السن يدفعهم حب التعليم ليكونوا قدوة لأبنائهم في الحصول على العلم وبناء وطنهم .
ويتقدم الآلاف من طلاب محافظة الرقة السورية للإمتحانات العامة للمرحلة الثانوية والمرحلة الاعدادية في مناطق سيطرة الجيش العربي السوري، للسنة الثالثة على التوالي، بعد انقطاع استمر لمدة ثماني سنوات متواصلة، نتيجة منع إقامتها من قبل المجموعات الإرهابية التي تناوبت على السيطرة على المحافظة الشرقية، كان آخرها تنظيم “داعش” الإرهابي، ومن ثم سيطرت قوات “قسد” الموالية للجيش الأمريكي.
ودمر أكثر من 85% من مدينة الرقة وريفها تدميرا” كاملا” خلال سنوات الحرب، وتقع حالياً تحت سيطرة قوات تنظيم “قسد” الموالي لقوات الاحتلال الأمريكي، باستثناء الريف الجنوبي الذي يسيطر عليه الجيش العربي السوري.