بقلم: زهراء مهنا.
بشكل لافت تصدر على وسائل الإعلام خبر الزيارات المكوكية لقيادات الفصائل المقاومة الفلسطينية إلى إيران، واجتماعها مع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية “إبراهيم رئيسي” والمرشد الأعلى “علي الخامنئي”.
فقد أعلنت حركة “حماس”، مساء أمس الأحد، وصول وفد بقيادة رئيس مكتبها السياسي “إسماعيل هنية” إلى العاصمة الإيرانية طهران.
كذلك، التقى الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية “زياد النخالة”، الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” في طهران.
مفاجآت ما قبل الزيارة:
بعد تناطح مصطلحات المعارك في الحرب الثقافية والرسائل السياسية والأحداث الميدانية على الأرض بين وحدة الساحات وسياسة الاستفراد بإحدى الفصائل التي اتبعتها إسرائيل في مواجهاتها الأخيرة مع غزة لم يكتفِ محور المقاومة بصد المشروع العنيف ذو طابع “فرق تسد” الذي صرفت عليه إسرائيل الكثير من الوقت والجهد.
فبينما كانت تحاول إسرائيل إخراج “حماس” من لعبة الميدان بالاستفراد بحركة “الجهاد الإسلامي” فاجأها محور المقاومة أن “وحدة الساحات” أبعد وأعمق من حدود غزة وأنه يطال أكثر الأماكن بعداً عن ساحة النزاع وعن حسابات الكيان وهذا ما حصل في العملية الفدائية ذات جناحي السلاح والمصحف عند الحدود المصرية الفلسطينية لتتزاحم رسائل تلك العملية في جمجمة الكيان بين السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية وهذا ما أكسبها أهمية متفردة عن باقي العمليات.
“فتاح” صاروخ في المعركة النفسية والثقافية قبل كل شيء:
كشفت مؤخراً القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن صاروخ فرط صوتي عابر للقارات “فتّاح”، حيث تفوق سرعته سرعة الصوت (هايبرسونيك)، وقادر على المرور عبر أهم أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة والأكثر تطوراً، كما أنه قادر على استهداف أنظمة الدفاع الصاروخي للعدو، بالإضافة إلى قدرة الصاروخ على التخفي واجتياز أنظمة الرادار.
وقد تحدث خبراء إسرائيليون بقلق عن قدرة هذا الصاروخ على استهداف “إسرائيل” خلال 400 ثانية، وأنه يستطيع أن يمثل تحدياً لمنظومات الاعتراض الإسرائيلية.
وعلاوة على أن أهمية هذا الصاروخ تكمن في كسر الندّية العسكرية، والمعادلات والتوازنات مع الكيان الإسرائيلي إلا أنه يحمل رؤوس حربية شديدة الأثر في المعركة النفسية من خلال تسميته باسم “فتاح” أحد أسماء الله الحسنى مدروسة بدقة حاملة رسائل ثقافية مقلقة لمجتمع العدو.
فتأكيداً على الغاية من تسميته كتبت عبارات في شوارع إيران تقول:
“400 ثانية إلى تل أبيب” بالفارسية والعربية والعبرية، في إشارة إلى أنه صاروخ أعد خصيصاً لتحقيق هدف إزالة إسرائيل من الوجود.
ومن خلال كل هذه المفاجآت العسكرية والسياسية والثقافية من قبل محور المقاومة للعدو يتبين أن زيارة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى إيران هي بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة من الرهان الميداني مع العدو، يؤكد من خلالها محور المقاومة تماسكه ووحدته وارتباطه الوثيق بأجزائه الممتدة والمتمددة بصورة خانقة للكيان الإسرائيلي في الداخل والخارج.
وقد تعني هذه الزيارة أيضاً شرارة انطلاق لمفاجآت قادمة ومعادلات أخرى كاسرة لموازين القوى وقد تشهد الساحة الميدانية في قادم الأيام حقائق ما تم التخطيط له والاتفاق عليه في جلساتها.