وقّع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” اليوم السبت، قانوناً يسمح للسلطات الروسية باحتجاز أي شخص يخالف القوانين العرفية المعلنة في البلاد مدة 30 يوماً، رداً على حالة العصيان المسلّح الذي أعلنته قوات فاغنر.
وجاء ذلك بعدما حذّر الرئيس الروسي، من الخضوع للمغامرة الإجرامية في وقت تواجه فيه روسيا قتالاً صعباً، عُقب إعلان قائد المجموعة “يفغيني بريغوجين” تمرده على الجيش الروسي، وسيطرته العسكرية على مدينة روستوف جنوبي روسيا.
وتوعّد بوتين في خطاب ألقاه اليوم، مجموعة فاغنر برد صارم وقاس، واصفاً محاولة التمرد بـ الجريمة الخطيرة وطعنة في الظهر، معلناً عن اتخاذ إجراءات “صارمة وقاسية” لإعادة الاستقرار في روستوف.
كما أعلن عن تفعيل نظام مكافحة الإرهاب في مدينة موسكو وعدد من المقاطعات.
وأشار إلى أن القوات الروسية تلقت أوامراً بتحييد الذين نظموا التمرد المسلّح.
واتهم قائد فاغنر “يفغيني بريغوجين” مساء أمس، الجيش الروسي بقصف معسكرات قواته في أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل عدد هائل من عناصر مجموعته شبه العسكرية الروسية، متوعداً بالانتقام من وزير دفاع موسكو.
وقال “بريغوجين”:
لقد شنوا ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية، وقُتل عدد هائل من مقاتلينا”.
وأكد أن وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه.
ونفى “بريغوجين” أن يكون بصدد تنفيذ انقلاب عسكري،مؤكّداً أنّه يريد قيادة مسيرة من أجل العدالة، بعد أن دعا إلى تمرّد مسلّح ضد هيئة الأركان الروسية، وأضاف: هذا ليس انقلاباً عسكرياً، بل مسيرة من أجل العدالة، وما نفعله ليس لإعاقة القوات المسلحة، ودعا عناصر الجيش الروسي للانضمام إلى صفوف مقاتليه، معلناً أن عدد عناصر فاغنر يبلغ 25 ألفاً.
من جهتها نفت وزارة الدفاع الروسية صحة الادعاءات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، والمنسوبة لمؤسس شركة فاغنر العسكرية الخاصة.
وجاء في بيان الوزارة:
جميع الرسائل ولقطات الفيديو التي انتشرت على الشبكات الاجتماعية والمنسوبة ليفغيني بريغوجين بشأن ضربة شنتها وزارة الدفاع الروسية على المعسكرات الخلفية للشركة العسكرية الخاصة فاغنر لا تتوافق مع الواقع وهي استفزاز إعلامي”، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم.
وأوضحت وزارة الدفاع، أن القوات الروسية تواصل القيام بمهامها قتالية على خط التماس مع الجيش الأوكراني في منطقة العملية الخاصة.
مع العلم أن فاغنر هي شركة عسكرية روسية خاصة تتمتع بالاستقلال وتتبع لوزارة الدفاع الروسية، وبدأت العمل للمرة الأولى مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، وافتتحت أول مقر لها في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية.
ومع بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا مطلع العام الفائت، أدت فاغنر دوراً محورياً في القتال شرق أوكرانيا في باخموت التي قادت فيها القتال ضد الأوكرانيين لأكثر من عشرة أشهر إلى أن أعلنت السيطرة عليها في أيّار الفائت.