انطلقت أعمال الاجتماع الثالث والعشرين لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون اليوم الثلاثاء في العاصمة الهندية نيودلهي وذلك بمشاركة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ورئيس وزراء الهند “ناريندا مودي” ورئيس كازاخستان “قاسم جومارت توكاييف” ورئيس الصين “شي جين بينغ” ورئيس قرغيزستان “صادر جاباروف” ورئيس وزراء باكستان “شهباز شريف” ورئيس طاجيكستان “إمام علي رحمون” ورئيس أوزبكستان “شوكت ميرضيائيف”، وبمشاركة رئيس الجمهورية “إبراهيم رئيسي” في الاجتماع عبر الفيديو.
وبدوره أكد الرئيس الروسي بوتين في كلمة خلال افتتاح القمة التي تتم عبر الفيديو أن منظمة شنغهاي للتعاون ملتزمة بإقامة نظام عالمي عادل ومنصف مع دور مركزي للأمم المتحدة، داعياً إلى العمل على تشكيل منظومة عالمية متعددة الأقطاب قائمة على التعاون في ظل التناقضات الجيوسياسية التي أصبحت أكثر حدة في العالم.
كما أشار إلى البدء بالتحول إلى العملات الوطنية في التبادلات التجارية والاستغناء عن هيمنة الدولار، وقال: “إن تعاملات روسيا بالروبل مع دول منظمة شنغهاي للتعاون تجاوزت الـ 40 بالمئة من حجم المبادلات، فيما تتم أكثر من 80 بالمئة من التجارة بين روسيا والصين بالروبل واليوان”، مؤكداً دعم روسيا لتوسيع التعاون في منظمة شنغهاي في مجالات الاقتصاد والأمن وغيرها.
وفي السياق ذاته نوّه بوتين إلى أن روسيا تواجه حرباً هجينة الآن، موضحاً أنه تم تحويل أوكرانيا إلى منصة مناهضة لروسيا بالقرب من حدودها، وتم دعم أيديولوجية النازيين الجدد في كييف في محاولة لكبح تطور روسيا الاتحادية.
كما أكد بأن روسيا تواجه العقوبات والقيود بثقة والشعب الروسي الآن موحد أكثر من أي وقت مضى، معبراً عن الشكر لدول منظمة شنغهاي للتعاون على دعمها لحماية النظام الدستوري في روسيا، خلال محاولة التمرد المسلح الذي شهدته الأسبوع الماضي، موضحاً أن روسيا تؤيد مشروع البيان المشترك للمنظمة الذي يعكس نهجاً موحداً إزاء القضايا الدولية.
ومن جهته أكد رئيس الوزراء الهندي على الدور المهم لمنظمة شنغهاي للتعاون في العالم، وقال: “إن المنظمة يمكن أن تصبح عاملاً مهماً في إصلاح المؤسسات العالمية ومنها الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أنه يتعين على دول منظمة شنغهاي للتعاون اتخاذ تدابير حاسمة لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في مكافحة تمويل الأنشطة الإرهابية.
ولفت بقوله: “إن الإرهاب يمكن أن يكون بأي شكل ويجب أن نحاربه معاً، وهناك حاجة إلى إجراءات صارمة وحاسمة لمواجهة هذا التحدي، ويتعين علينا تعزيز التعاون من أجل وقف تمويل الإرهاب”، مرحّباً بانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي.
وأما الرئيس الرئيس الصيني “شي جين بينغ” قال في كلمته: إن منظمة شنغهاي للتعاون يجب أن تواجه العقوبات أحادية الجانب وتعزز المساواة في الوصول إلى التنمية لجميع شعوب العالم.
وتابع القول: “أرى أنه من المناسب زيادة حصة التسويات بالعملات الوطنية داخل المنظمة”، مشدداً على “ضرورة مقاومة الثورات الملونة وتدخل القوى الخارجية في شؤون دول المنطقة، كما يجب مقاومة العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب والهيمنة وسياسة القوة”.
كما رحب الرؤساء بإيران كعضو رسمي جديد في منظمة شنغهاي.
وبدوره قال الرئيس الإيراني بأن طهران مستعدة لمشاركة خبراتها وقدراتها في إطار منظمة شنغهاي للتعاون حتى اجتثاث الإرهاب من المنطقة، مبيّناً أن فوائد عضوية إيران الرسمية في منظمة شنغهاي ستبقي في ذاكرة التاريخ.
وعبّر بقوله آمل أن يوفر وجود إيران في المنظمة منبرا لتوفير الأمن الجماعي ويؤدي إلى التنمية المستدامة وتوسيع العلاقات والاتصالات واحترام سيادة الدول.
ويُذكر أن اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة منصة لعرض التطلعات المشتركة للدول الأعضاء وطرح المبادرات، حيث قدم مودي في قمة المنظمة عام 2018 رؤية تتضمن الأمن والاقتصاد والتجارة والترابط والوحدة، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية البيئية.