بقلم: زهراء مهنا
في مفاجأة غير متوقعة نهضت مدينة بانياس في طرطوس صباح اليوم على زيارة للرئيس بشار الأسد إلى المدينة في جولة تفقدية قاصداً فيها عدة مراكز حيوية.
فقد توجه الرئيس “بشار الأسد” لزيارة المحطة الجديدة لتوليد الكهرباء في مدينة بانياس والتي أصبحت في المراحل الأخيرة من إنشائها وستوضع في الخدمة خلال الأسابيع القادمة بطاقة إنتاجية أولية تصل إلى 24 ميغا واط وترتفع في المرحلة اللاحقة إلى 56 ميغا واط.
كما تشمل الزيارة أيضاً الشركة السورية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية التي أنشأت حديثاً في اللاذقية بخطوط إنتاج متطورة لتصنيع اللواقط اللازمة لإنشاء منظومات الطاقة الشمسية.
أهمية توقيت زيارة الرئيس إلى محطة كهرباء بانياس
تأتي هذه الزيارة في أكثر الأوقات الحرجة التي تمرّ بها سوريا في الآونة الأخيرة، فعلى المستوى الاقتصادي تشهد الليرة السورية عراكاً حاداً مع الدولار يتم من خلاله الضغط على البنك المركزي كنوع من تنفيس الضغوطات على الاحتلال الأمريكي في شرق الفرات ونقل كرة اللهب من جديد إلى قلب ميدان الدولة السورية والحلفاء بعدما اشتعل الشريط الحدودي في شرق الفرات باستقدام التعزيزات والتأهب من قبل الجيش السوري والقوات الرديفة لاستعادة آبار النفط والغاز وحقول القمح من سطوة الأمريكي وقسد.
محاولات إعادة المشهد إلى العام 2011م
وقد تناغم مع الضغط الاقتصادي والمعيشي على سوريا هجمات إعلامية شرسة حاولت بث طاقة سلبية هائلة من خلال جملة من الحرب النفسية التي تصطاد بالماء العكر وتعزو أسباب معاناة الشعب إلى ضعف الدولة مغفلةً جملة من الأسباب التي كانت سبب كل الكوارث التي حلّت بالسوريين منذ العام 2011 كالحرب المفروضة وتدمير البنى التحتية وسرقة المعامل وضرب المحطات الكهربائية والمنشآت الصناعية والمشافي والمدارس عدا عن التهجير والمجازر.
طمأنة الشارع السوري ضرورة ملحة
اعتاد الشارع السوري على تواجد الرئيس “بشار الأسد” بقربه في الميدان مع كل أزمة تعصف في البلاد فقد كان حاضراً بعد الزلزال الذي ضرب محافظتي حلب واللاذقية في 6 شباط الماضي، كما كان حاضراً أثناء الحرب في مواقع الجبهات على سفرة واحدة مع عناصر الجيش السوري كما في جوبر وداريا وغيرها من خطوط الجبهات أثناء الحرب.
رسالة سياسية عسكرية مزدوجة
قبيل زيارة الرئيس “بشار الأسد” إلى بانياس، صباح اليوم، أجرت وحدات سوريّة خاصة ولأوّل مرّة بالمشاركة مع القوّات الجوية والفضائية الروسية مناورات ليلية في محافظة حماة، ليلة اليوم، حيث شاركت فيها القوّات للتدريب على تدمير تجمّعات الإرهابيين المفترضة بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية.
كذلك، ذكر البيان أنه شارك في المناورة مقاتلات من طراز “سو – 24″ و”سو – 35” الروسية، وتشكيلاتٍ مدفعية سوريّة والتي تدرّبت القوات المشاركة على ضرب أهدافٍ حساسة للزُمر الإرهابية المُفترضة في المحافظة.
كما شملت المناورات إنزالاً نفّذته تشكيلات القوات السورية من ارتفاع 1500 إلى 3000 متر بمظلات “أرباليت-2” من مروحيات “مي-8” الروسية.
وتشكل تلك الرسالتين رسالة مزدوجة للخوذة الأمريكية القابعة شرق الفرات بأن عملية التحضيرات لتحرير مناطق الشمال والشمال الشرقي من سوريا ماض على قدم وساق ولم يتعثر بالضغط الاقتصادي الخانق.
الخلاصة
نظراً لأهمية تحسين وضع الكهرباء في انطلاق عجلة الاقتصاد ودوران الحياة من خلال تخفيف الأعباء عن أصحاب المعامل وتغذية المدن الصناعية لتنطلق حركة الإنتاج والإعمار مجدداً ولتحقيق هذا الأمر لابد من إعطاء أهمية خاصة لتخديم المحطات الكهربائية وإعادة تأهيلها بعد الدمار الذي خلفه اعتداءات العصابات المسلحة عليها، وشفع هذه الخطوة بتحرك جاد ومدروس لاستعادة حقول النفط التي كانت تحقق الاكتفاء الذاتي لسوريا من الوقود والطاقة قبل الحرب.