بعد الانتقادات التي واجهها النظام الأوكراني بسبب بطء وتيرة تقدم هجومها المضاد، وازدياد مخاوف الغرب بشأن أداء كييف أمام دفاعات موسكو المتحصنة في شرقي وجنوبي أوكرانيا، تساءل محللون في الصحافة الغربية منذ فترة طويلة عما إذا كان تدريب أوكرانيا سيترجم إلى نجاح في ساحة المعركة
وفي هذا الصدد ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية نقلاً عن محللين سياسيين قولهم بأن تكتيكات الناتو الجديدة التي تمّ تدريب القوات الأوكرانية عليها بسرعة تفشل وذلك لأنّ أوكرانيا لا تهيمن على السماء.
حيث ذكرت المجلة نقلاً عن عقيد متقاعد في الجيش البريطاني قوله أن هناك سبب رئيسي واحد لذلك وهو أنّ “دول الناتو تقدّر الأسلحة المشتركة، حيث تعمل جميع مكونات الجيش معاً ولكن لكي يعمل النهج الغربي بفعالية فأنت بحاجة إلى جميع العناصر، والعنصر الرئيسي في ذلك هو القوة الجوية”.
كما لفت بعض الخبراء إلى أن أسلوب حلف شمال الأطلسي في القتال والذي يعتمد على السيطرة على السماء، لم يختبر إلّا في السنوات الأخيرة في الساحات التي كان للحلف فيها تفوق جوي.
وبدوره قال محلل استراتيجي في مركز لاهاي للدراسات الأمنية “لم يشهد أيّ عضو حيّ في القوات المسلحة للناتو قتالاً قريباً لما شهده الأوكرانيون خلال الأشهر ال 18 الماضية، فطريقة حلف شمال الأطلسي في الحرب البرية لم تختبر بجدية ضدّ خصم دولة كبرى”، متابعاً أنّ “القوات المسلحة الأوكرانية خضعت لتدريب سريع للتخلص من عقيدة الحقبة السوفياتية وهو أمر لا يختلف كثيراً عن الأساليب التي تستخدمها قوات موسكو”
لكم من جهة أخرى لفت إلى أنّ “بعض عناصر هذه العقيدة الراسخة تختلف اختلافاً جوهرياً عن الطريقة التي تعلم بها القوات الغربية أوكرانيا الآن القتال، وذلك بالإضافة إلى نقص هائل في الأفراد ذوي الخبرة تعانيه كييف”.
ويذكر أن القوات الأوكرانية كانت قد أدرجت مؤخراً أسلوب حلف شمال الأطلسي القتالي في قواتها المسلحة، إلى جانب المعدات الغربية التي وصلتها مثل الدبابات والعربات المدرعة التي قدمتها الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها إلى أن تدريب حلف شمال الأطلسي ربما لم يكن ناجحاً كما كان مأمولاً
وبدورها كتبت صحيفة “التايمز” البريطانية إنّ “الجيش الأوكراني وضع جانباً في الوقت الحالي أساليب القتال الأميركية وعاد إلى التكتيكات التي يعرفها بشكل أفضل”.