وافق رئيس مجلس الوزراء المهندس “حسين عرنوس” اليوم على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة تكليف وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بإصدار القرار اللازم لإيقاف تصدير مادة زيت الزيتون اعتباراً من 1/ 9/ 2023.
وقد جاء هذا القرار في سياق الإجراءات المتخذة لتلبية احتياجات السوق المحلي من مادة زيت الزيتون بأسعار مناسبة، ونتيجة دراسة واقع الإنتاج والكميات المتوقع إنتاجها مقارنة مع الاحتياج الفعلي.
وأشارت كثير من تقارير التنمية الزراعية العالمية إلى توقعات بحدوث أزمة ضخمة مرتقبة داخل صناعة زيت الزيتون، إذ تمثل درجات الحرارة المرتفعة التي اجتاحت الكرة الأرضية هذا الصيف أنباء سيئة للغاية بالنسبة لأشجار الزيتون.
كما حذر خبراء صناعة زيت الزيتون من ارتفاع صاروخي في الأسعار ونقص محتمل في المعروض، وهو ما تمت الإشارة إليه في تقارير سابقة عن وصول مبيع تنكة زيت الزيتون إلى مليون ومليون ونصف المليون هذا العام بفعل قلة الموسم.
بدوره بين المهندس الزراعي “عدنان الهيبة” أن أهم قرار يمكن اتخاذه اليوم هو إيقاف تصدير المادة، والاعتماد على تخزينها لسد عجز السنوات القادمة.
وأشار “الهيبة” إلى أن السبب الرئيسي اليوم في ارتفاع أسعار تنكة زيت الزيتون لمليون ونصف المليون هو احتكار التجار لها وتحكمهم بالسوق طمعاً بالتصدير، أما الآن فسيضطرون لتوفيره في الأسواق المحلية.
وأوضح أن ظاهرة المعاومة وراثية عند ثمرة الزيتون لكنها لا تعمم على كل مناطق سورية، بل تكون متناوبة بين مناطق الساحل والجبل، فالسنة التي تكون فيها الأشجار حاملة للثمار في منطقة مصياف على سبيل المثال، تكون غير حاملة في مناطق الساحل، ومن المحتمل خلال خمس السنوات القادمة أن تنخفض نسبة حمل الأشجار من (10-15) بالمئة، كما أنه من الطبيعي أن تؤثر ظاهرة الجفاف بشكل عام على أشجار الزيتون وبالتالي إنتاج الزيت ونسبته في الثمرة بالتالي ستزيد نسب المعاومة فيها.
ولفت إلى أن الحل الوحيد لتلافي خطر سنوات الجفاف القادمة والمعروفة بظاهرة «النينو» هو وضع خطط استباقية وإسعافية بترشيد الإنفاق المخطط للزراعة، فبدل زيادة حجم ودائع الاستيراد لتعويض النقص، استثماره بتوفير ظروف ملائمة للأشجار من أسمدة مدعومة والطاقة اللازمة للري، فاليوم حتى مشروعات الطاقة الشمسية لم تعد تفي بالغرض أو تسعف المزارع في عمله، بل زادت العبء بالتكاليف أكثر.
ونوّه بأن تأثير الجفاف لن يكون لمجرد خمس سنوات، فالأشجار الجافة تحتاج إلى سنوات مضاعفة كي تستعيد عافيتها وتدر ثمرها بالجودة نفسها وهو أمر ليس خفياً على أي خبير زراعي، إضافة لمخاطر تعرضها للحشرات القاتلة التي قد تخسرنا الكثير من الغطاء النباتي، مستبعداً وجود أي زيوت بديلة عن زيت الزيتون بالنسبة للقيم الغذائية أو حتى النوعية وبالتالي لا يمكن الاستعانة ببدائل عنه.