أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية عن تعارن مشترك بين البحرية الأميركية وإسرائيل والسعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط لبناء شبكة من المسيرات البحرية (زوارق غير مأهولة يتم التحكم بها عن بعد) في إطار سعيها لتقييم نشاط الجيش الإيراني بالمنطقة.
وقالت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تأمل من هذا البرنامج أن يكون نموذجاً للعمليات في جميع أنحاء العالم.
فيما امتنع الضباط الأميركيون عن الكشف عن عدد المسيرات الجوية والبحرية التي نشرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها أو الإدلاء بتفاصيل حول مكان وكيفية استخدامها، قائلين إن هذه المعلومات سرية.
ولم يدلوا بأي معلومات سوى أن الزوارق المسيرة والطائرات بدون طيار تمنحهم رؤية أفضل لمياه المنطقة.
وتأتي هذه الجهود للولايات المتحدة والدول المؤمنة بسياساتها في ظل تزايد القلق الأمريكي والإسرائيلي بشأن تعاظم قوة إيران في المنطقة في الوقت الذي نشرت فيه طهران سفناً وغواصاتٍ مزودة بطائرات مسيرة وحذّرت من استعدادها لاستخدامها.
حيث قال قائد الجيش الإيراني “عبد الرحيم موسوي”، للصحفيين أثناء زيارة قام بها الرئيس بايدن إلى المنطقة: “إذا أخطأ الأعداء، فإن هذه الطائرات بدون طيار ستقدم لهم ردا مؤسفاً”.
وتعد هذه الخطوة التي دخلت شهرها السادس، جزءاً من تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على ضوء اتفاقيات (ابراهام).
وتعد هذه المسيرات البحرية التي يجري اختبارها الآن غير مسلحة، لكن محللو الدفاع الأمريكيون يتوقعون أن تتحرك البحرية نحو تجهيز بعضها بالأسلحة في المستقبل – وهو أمر من المرجح أن يثير جدلاً حاداً، وفقاً للصحيفة الأميركية.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تأمين ضمانات لحماية أمن إسرائيل قبل خروجها من منطقة الشرق الأوسط وهذا ما جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن يعقد قمة جدة بهدف تشكيل حلف ناتو عربي تكون إسرائيل فيه ليس فقط قطبان السفينة بل وشرطي المنطقة بتفوقها التكنولوجي والعسكري الذي يخولها لقيادة هذا التحالف وفق مصالحها وأهدافها.
وأكثر ما يثير قلق إسرائيل الذي ينعكس على سياسات الولايات المتحدة الأمريكية هو تعاظم قوة إيران في كافة المجالات بحيث أصبحت دولة ليس فقط مستغنيةً عن خدمات أمريكا والغرب في المنطقة بل وقادرة أن تغني جيرانها وبذلك تشكل أكبر تهديدٍ على المستوى الاقتصادي والثقافي والحضاري لأمريكا وإسرائيل وخاصة بعد تحالفاتها الاستراتيجية مع الدول الصاعدة كروسيا.
تحاول دائماً الولايات المتحدة الأمريكية التأثير في سياسات دول الخليج وعلاقاته تجاه إيران من خلال تصديرها كأخطر عدو في المنطقة وذلك للحفاظ على قناعات صانعي القرار في دول الخليج والرأي العام بضرورة الارتباط الوثيق بالإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي.
وإبقاء القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج واستمرار العمل على شراء وتكديس الأسلحة الأمريكية وعقد الاتفاقيات المتخلفة للتمترس خلف المخلّص الأمريكي من الإيران فوبيا التي رسمته أمريكا في وعي صناع القرار والرأي العام الخليجي.
وبالمقابل عدم التفكير بأي مبادرة تعاون أو انفتاح على إيران بأي مجال من المجالات الاقتصادية أو العسكرية أو السياسية بهدف إبقائها في حالة العزلة في المنطقة وضمان الاستفادة القصوى لأمريكا وإسرائيل اقتصادياً من خلال تصريف وبيع السلاح للدول العربية.
ولكن هل تبقى أمريكا قادرة على فرض تبعيتها على دول الخليج في ظل تراجع دورها بشكل ملحوظ في الشرق الأوسط وإثبات فشلها في الحفاظ على حلفائها ودعمهم في الأوقات الحرجة ؟!
وهل تقدم كل الإجراءات الإسرائيلية والأمريكية لتحقيق التلاحم والتعاون المشترك بين إسرائيل وبعض الدول العربية أي ضمانات تحفظ الأمن الداخلي في إسرائيل؟!
أو تستتطيع أن تمنع العمليات الفدائية أو تقلص من قدرة المقاومة الفلسطينية على تحقيق معادلة ردع جديدة مع كل معركة؟!