منذ أعوام ومع اشتداد الحرب في سوريا، وضع الغرب الشعب السوري بين مطرقة الحصار وسندان دعم الإرهاب، هدفه ضرب الاقتصاد، وإضعاف الشعب، لكن رغم ذلك فإنّ سوريا لم تتوقف عن العمل.
وفي هذا السياق نشر موقع “العهد” الإخباري مقالاً عما يسعى إليه الغرب من ضرب للاقتصاد السوري من خلال الحصار، وما يقابله من استعدادات سوريا لمواجهة تلك المساعي، بالعمل وإعادة الإعمار.
حيث كتب الموقع:
“رغم المفاعيل الكارثية للحصار الغربي على سوريا والتهويل الأمريكي بعمل عسكري في الشرق السوري، تصرّ الحكومة السورية على النهوض بالواقع الخدمي في مدينة دير الزور من خلال تأهيل البنى التحتية الاستراتيجية، ويأتي في مقدمتها بناء جسر على نهر الفرات يربط أحياء مدينة دير الزور بمنطقة الحويقة، لتكون بذلك قد أنجزت أكبر مشروع خدمي بدير الزور في سياق إعادة الإعمار بأيدٍ سوريّة”.
وبيّن أنّ هذا المشروع الكبير الذي تم بخبرات وطنية سيوضع بالخدمة خلال أيام قليلة وسيوفر الوقت والمسافات بين أرياف دير الزور الشمالية ومركز المدينة بالإضافة لتوفير الوقود وتسهيل مرور الآليات الثقيلة.
بناء جسر حيوي وممر تجاري:
ونقل موقع “العهد” عن المهندس “جرير كاكاخان” رئيس مجلس المدينة بدير الزور أن الجسر الذي يعمل عليه في حي الحويقة هو جسر حيوي يربط بين مركز المدينة وحي الحويقة بالإضافة إلى أحياء حطة ودير الزور.
وأشار “كاكاخان” إلى أن هذا الجسر سيكون عبارة عن ممر تجاري للمواد الزراعية القادمة من حيي حطة والحسينية وهو بطول 60 متراً، وقد تم إنجازه بالتعاون مع منظمة الموئل والأيدي الوطنية بإشراف المحافظة ومجلس مدينة دير الزور، وقامت بالتنفيذ شركة قطاع خاص وقد تم الانتهاء من أعمال التزفيت وتركيب البلاط والرصيف بالإضافة إلى تعزيل ما تحت النهر.
توفير الوقت والجهد بعد معاناة:
أكد سائق باص يدعى “خالد في حديثه للموقع أنه بدأ بالقيادة على هذا الجسر حتى قبل افتتاحه رسمياً بناء على ضغط من الركاب الذين يعلمون جيداً نسبة الوقت والجهد الذي سيوفره عليهم عبوره في الوقت الذي كانوا يضطرون فيه إلى عبور المدينة بشكل التفافي، الأمر الذي كان يستهلك وقتاً وجهداً كبيرين وأجوراً مضاعفة نتيجة بعد المسافة.
بناء ما دمّره الإرهاب:
بين موقع “العهد” أن رئيس مجلس المدينة “كاكاخان” شدد على أن إعادة بناء هذا الجسر الذي دمره الإرهابيون والذي كان أهم عقدة مواصلات تربط فيما بين أحياء دير الزور وبين المدينة وريفها كان أهم مطلب خدمي بالنسبة للأهالي على اعتبار أنه يوفر الكثير من الجهد والمال والوقت وستكون آثاره الاقتصادية والخدمية والاجتماعية كبيرة على الأهالي الذين قطع الإرهاب السبل فيما بينهم أثناء تواجده في المدينة وحتى بعد ما خلفه فيها من دمار.
وقد أعرب أبناء دير الزور عن سعادتهم بإعادة بناء هذا الجسر بعدما قام الإرهابيون وطيران قوات الاحتلال الأمريكي بقصف وتدمير جسور المدينة بالكامل بما فيها الجسر المعلق الذي كان درة التاج في جسور المدينة.
ومن جانبه أوضح المحلل السياسي وابن مدينة دير الزور “عدي حداوي” أن الحكومة السورية تولي اهتماماً كبيراً بالمدينة حيث تقوم بدعم المشاريع التنموية ومشاريع البنى التحتية والمشاريع الزراعية الكبيرة مثل مشروع ري القطاع الثالث والخامس والسابع وصولاً إلى مدينة البوكمال وهو مشروع ري كبير عملاق يستهدف ري عشرات الآلاف من الهكتارات الزراعية التي ستعود بالفائدة والنفع على أبناء دير الزور وعموم الشعب السوري.
ولفت “حداوي” إلى تنوع المشاريع الخدمية التي يتم العمل عليها في دير الزور، مثل محطة الأبقار المرصودة للمدينة ومشروع ترميم العبارات المائية الصغيرة أو ما يعرف بالحوايج وهي عبارة عن شبه جزيرة محاطة بالمياه وتعبيد الطرقات في الأرياف والطرق الزراعية، إضافة إلى ترميم عدد كبير من المدارس في الريف والتي دمرها الإرهاب وكذلك مشروع إعادة تأهيل الأسواق التي بدأت الحياة تعود إليها وعاد أصحاب المحلات لافتتاحها مجدداً، ومثلها مشروع ترميم الأسواق الأثرية والتي يعود عمرها إلى أكثر من 250 عاماً، فضلاً عن مشروع ترميم جسر “البعث” وهو مشروع تمت دراسته في منتصف العام 2022 وقد تم الانتهاء منه قبل أيام وسيوضع بالخدمة قريباً جداً، وهو يربط أحياء المدينة كاملة بحي الحويقة الذي يمتد على طول مدينة دير الزور وحي الحويقة، ويطل بدوره على مناطق شرق الفرات حيث المساحات الزراعية الكبيرة، وهذا الجسر يسهل حركة مرور السيارات والآليات الكبيرة والمحاصيل الزراعية والأفراد كذلك، ويعيد الحياة مرّة جديدة إلى حي الحويقة نتيجة صعوبة الوصول إليه من المناطق البعيدة مثل جسر الجورة.
ليس مجرد جسر بل رسالة:
ختم “حداوي” حديثه بأن بناء هذا الجسر وفي هذه المنطقة المحاذية لشرق الفرات هو عبارة عن رسالة للعالم كله بأن المهندس والمعماري السوري قادر على إنجاز جسر ضخم بهذا الحجم والذي أعاد بناء جسر “البعث” لن يصعب عليه إعادة بناء وترميم جسر “السياسية” العملاق الذي يربط دير الزور كاملة بالجزيرة السورية وهو مشروع قيد الدراسة ولكنه يحتاج تمويلاً مالياً ضخماً.