أشار الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” إلى “انتهاء الحقبة التي تريد فيها واشنطن الهيمنة على الشعوب”، إذ تشكّلت في العالم قوى ناشئة “ستبلور مستقبل العالم”.
و أكد الرئيس الإيراني في مقابلة أجراها مع شبكة “سي أن أن” الأميركية أنّ الولايات المتحدة الأميركية “فشلت في عزل بلاده”، إذ انضمّت طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة “بريكس”، وهي تتمتّع بعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة مع الدول الأخرى .
وأضاف “رئيسي” بأن إيران دولة متقدمة على الرغم من كل عداوات الغرب ، وبأن الأميركيين فشلوا في خلق اليأس والإحباط لدى الشعب الإيراني عبر الضغوط والعقوبات”.
كما دعا “رئيسي” الإدارة الأميركية إلى “إعادة النظر في نهجها تجاه شعب إيران، الذي قرّر العيش المستقل ويتقدّم يوماً بعد يوم، وأكّد أنّه لن يرضخ لمنطق القوة”.
وفيما يتعلق بصفقة إطلاق سراح السجناء الأخيرة بين واشنطن وطهران، شدّد رئيسي على أنّ “الإيرانيين الذين كانوا في الولايات المتحدة سُجنوا ظلماً، في حين أنّ الأميركيين الذين سُجنوا في إيران ارتكبوا جرائم، وتمّت إدانتهم خلال مراحل المحاكمة”.
ولفت إلى أنه وجدت “فرصة من أجل حدوث هذا التبادل”، الذي كان “لدوافع إنسانية بحتة”.
كما تطرّق الرئيس الإيراني إلى مسألة الأصول الإيرانية التي لا تزال مجمّدة لدى بعض الدول، مؤكداً أنّها “ملك للشعب الإيراني، وستُنفق على الأهداف التي تلبّي احتياجاته عندما تعود”.
وبخصوص عمليات تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، شدّد “رئيسي” على أنّ “إيران كانت متعاونةً منذ البداية، وهذا الأمر أكده المسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأوضح “رئيسي” أنّ هذا التعاون تم بطريقتين، “الأولى من خلال تركيب كاميرات تسجّل بصورة دائمة جميع تفاعلات المراكز النووية الإيرانية، والثانية من خلال عمليات التفتيش الدورية التي يقوم بها مفتشو الوكالة”.
وجدّد “رئيسي” في مقابلته تأكيد أنّ الأسلحة النووية “لا مكان لها في العقيدة الدفاعية الإيرانية، لأن إيران لا تحتاج إليها ولا تؤمن بها”.
وفي حين نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بياناً تؤكد فيه عدم وجود انحرافات في البرنامج النووي السلمي الإيراني، نشرت 3 دول أوروبية (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) بياناً “تطلق فيه ادّعاءات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، متجاهلةً تقارير الوكالة”، كما نوّه “رئيسي” .
وأكد أنّ “ثقة بلاده بهذه الدول الثلاث قد قوّضت”، مشدداً على “عدم وجود مشكلة في مبدأ التفتيش ووجود مفتشين من جنسيات مختلفة”.
ووفقاً له، يأتي إجراء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% رداً على انتهاك الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية الثلاث للاتفاق النووي، في حين وفت إيران وحدها بالتزاماتها، موضحاً أنّ “هذا الإجراء لا يعني التوجّه نحو إنتاج الأسلحة النووية”.
وبحسب ما قاله في المقابلة، فإنّ “الكرة في ملعب الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين عليهما أن تقرّرا الوفاء بالتزاماتهما وإلغاء العقوبات”.
وفيما يخص التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي وبعض الدول العربية، شدّد الرئيس الإيراني على الرفض الشعبي للتطبيع، في مقابل استسلام الحكومات لضغوط الأميركيين من أجل بقائها.
ورأى أنّ “الإدارة الأميركية، من خلال دفع هذا التطبيع، تحاول خلق نوع من الأمن للاحتلال الإسرائيلي ، إلا أنّ هذا لا يمكن أن يتحقق، لأنّ الكيان الصهيوني يعاني ورطةً في الداخل والخارج”.
وفي السياق نفسه، أوضح “رئيسي” أنّ “جهود واشنطن الهادفة إلى إثارة الخوف من إيران وتطبيع العلاقات مع الاحتلال لم تنجح حتى الآن”.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال رئيسي إنّ الحلّ يكمن في “المبادرة التي طرحها السيد الخامنئي، والتي تقضي بمنح حقّ لكل فلسطيني، أيا كانت ديانته، في التصويت في انتخابات نزيهة وحرّة لاختيار شكل الدولة الفلسطينية الشرعية في أرض فلسطين”.