نشر موقع “رأي اليوم” في مقال بعنوان “هل تخلّت أوروبا عن دعم أوكرانيا” تحدثت فيه الكاتبة عن بدء انسحاب بعض الدول الغربية من تقديم الدعم المادي واللوجستي لرئيس النظام الأوكراني “فلاديمير زيلنسكي”
حيث ذكرت كاتبة المقال في البداية أن زيلنسكي يعيش أسوء فترات حكمه وذلك بعد أن تراجع مستوى الدعم المالي واللوجستي العسكري المقدم من طرف العديد من الدول الأوروبية خاصةً بعد فشل هجومه المضاد في منع القوات الروسية من التقدم على الجبهة الشرقية والتي أصبحت في جزء كبير منها محتلة من قبل الجيش الروسي
أبرز المشاكل التي تواجه زيلنسكي
قالت الكاتبة أن زيلنسكي خسر الكثير من قواته منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية وذلك لعدة أسباب، أهمها:
أولاً: عزوف الكثير من الشباب الأوكران عن التجنيد ورفضهم الالتحاق بصفوف القوات الأوكرانية وحتى المرتزقة الأجانب الذين استقدمتهم وزارة الدفاع الأوكرانية للقتال إلى جانبها قد تخلى الكثير منهم على فكرة القتال في أوكرانيا وذلك بعدما تعرّض الكثير منهم للخداع من طرف القوات الأوكرانية حيث أن هؤلاء قد صودرت جوازات سفرهم وحرموا من تلقي رواتبهم.
ثانياً: أشارت الكاتبة إلى أن هناك فضائح فساد متكررة تورّط فيها كبار القادة العسكريين حيث قام هؤلاء بسرعة أموال المعونات الغربية وذلك بعد سلسلة من الفضائح التي هزت وزارة الدفاع الأوكرانية، ورغم عدم ورود اسم وزير الدفاع المقال “اليكسي ريزنكوف” عن أية شبهات تتعلق بالفساد، إلاّ أن تبعات أعماله التي لحقت بوزارته لاتزال تلحق الضرر به، وهو ما أدى لإقالة نائبه “يسلاف شابوفالف” وذلك بعد توجيه اتهامات لوزارة الدفاع بتوقيع عقود لشراء مواد غذائية بأسعار أعلى مرتين أو ثلاث من الأسعار الحالية للمواد الغذائية الأساسية.
انسحاب بعض الدول الغربية من دعم كييف
ذكرت الكاتبة في مقالها أن العديد من الدول في أوروبا باتت ترى في المساعدات المالية والعسكرية التي تمنحها لأوكرانيا، خاصة تلك المحاذية لأوكرانيا بمثابة اعلان حرب على روسيا التي لن تتوانى عن السيطرة على هذه الدول في حال إن سيطرت روسيا على كافة الأراضي الأوكرانية لتأديبها
حيث لفتت إلى قول الرئيس البلغاري “رومين راديف”: بأن إمداد كييف بالأسلحة يعني إطفاء الحريق بالبنزين، وهذا يعني الاعتراف بأنه سيكون هناك المزيد من الضحايا، مضيفاً أنه لا ينبغي لبلغاريا دعم الصراع في أوكرانيا، لافتاً إلى أن المواجهة في أوكرانيا أصبحت أكثر عنفاً وتوسع نطاقها هو الذي سيؤدي لكارثة اقتصادية ستؤثر على سكان أوروبا.
كما أشارت إلى تأكيد بولندا التي أعلنت بأنها لن تزود كييف بأي نوع من الأسلحة سواء الهجومية أو الدفاعية، وبأنها تعمل على تطوير استراتيجياتها الدفاعية، وتزوّد جيشها بأحدث أسلحة حلف الناتو، تحسباً لأي عزو روسي محتمل لأراضيها، مشيرةً الكاتبة لخوف بولندا من قيام القوات الروسية السيطرة الجزء الشرقي من أوكرانيا حتى نهر دينبرو فإنها ستقوم بالسيطرة على الجزء الغربي من البلاد، وإقامة منطقة آمنة في إجراء دفاعي استباقي.
وتحدثت الكاتبة في مقالها بأن الدعم الغربي المستمر لأوكرانيا لم يأتي بنتائج حاسمة في المعارك بل كانت له انعكاسات سلبية على هذه الدول، ولكن يبدو بأن هناك دولاً أوروبية وبإيعاز أمريكي كبريطانيا والسويد قررت دعم أوكرانيا عسكرياً، وتزويدها بأحدث الأسلحة المتطورة كمقاتلات f16 والسفن الحربية
انقسام أمريكي مابين مؤيد ومعارض لكييف
كما أوضحت بأن الغرب يبدو قد بات منقسماً بين مؤيد ومعارض لاستمرار تزويد أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة، وبين معارض لهكذا قرارات ارتجالية، فهذا الانقسام الحاد واختلاف الرؤى ووجهات النظر وصل حتى مبنى الكونغرس الأمريكي حيث يرفض الجمهوريين المصادقة على تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا، بقيمة 27 مليار دولار، متسائلين عن جدوى تقديم هذه الأموال للجانب الأوكراني، وذلك بالرغم من علمهم بأن هذه المساعدات لن تسلم للجانب الأوكراني كسيولة نقدية بل ستذهب لشركات السلاح الأمريكية على شكل عقود لتوريد كميات هائلة من الأسلحة لأوكرانيا، وهذا يصب في النهاية في صالح الاقتصاد الأمريكي المتعثر، بالإضافة إلى أن هذه المساعدات المالية تعتبر بمثابة ديون أمريكية مستحقة السداد على أوكرانيا، وستأخذ مقابلها عقود استثمارية بعد انتهاء الحرب، وستكون الشركات الأمريكية المسؤول الأكبر عن إعادة إعمار المدن الأوكرانية المدمرة، لافتةً إلى أنه رغم الضغوط الكبيرة التي مارستها أمريكا على كثير من هذه الدول من أجل استمرارها في دعم أوكرانيا وامدادها بالأسلحة، إلاّ أن هذه الدول كفرنسا قد امتنعت عن الاستجابة للضغوط الأمريكية المتزايدة، لأنها قد أدركت بأن هذه الحرب لا تعنيها، وبأن الدخول في صراع مفتوح مع موسكو ليس في مصلحتها، فالكثير من الحكومات في الدول الغربية التي دعمت أوكرانيا في حربها ضدّ روسيا قد أخفقت سياسياً، وفقدت الكثير من مؤيديها جراء التذمر الشعبي من تخصيصها لميزانيات ضخمة لدعم أوكرانيا في تلك الحرب على حساب تطوير اقتصاديات تلك الدول.
وختمت الكاتبة مقابلها بأن كييف تعيش أصعب فترات الحرب، ويجب على زلينسكي إيجاد حل سياسي والجلوس لطاولة المفاوضات مع الروس، مشيرةً إلى أن القوى العظمى أصبحت مهتمة بموضوعات أهم في جنوب شرق أسيا وأفريقيا، ولم تعد أوكرانيا ضمن أولوياتها كما كانت سابقاً، فأوكرانيا عليها اتخاذ زمام المبادرة وإيجاد حل للأزمة قبل فوات الأوان.