تمثل القنابل النووية أخطر سلاح عرفه العالم، لكن لم تستخدمه إلا الولايات المتحدة الأمريكية عام 1945 لقتل مئات الآلاف من اليابانيين في هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الحين تسابقت الدول الكبرى لامتلاك هذا السلاح حتى تحمي نفسها من التعرض لذات السيناريو المدمر الذي تعرضت له اليابان على يد الأمريكيين.
حيث يوجد في العالم 9 دول نووية تمتلك أكثر من 12 ألف قنبلة ذرية يكفي عدد قليل منها لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات لكن أخطرها قنبلة “إيفان الكبير” الروسية (القيصر)، فما هي هذه القنبلة؟
وفقاً لما أشار له موقع “ستاتيستا” للإحصائيات لعام 2023 فإن روسيا تمتلك أقوى قنبلة ذرية في العالم، كما تمتلك أيضاً أضخم ترسانة نووية تضم 5 آلاف و889 قنبلة.
وتحمل قنبلة “القيصر” الروسية اسماً رمزياً هو “آر دي إس – 220” وهي قنبلة نووية حرارية تم اختبارها عام 1961، لتنتج أقوى انفجار نووي عرفه العالم منذ ذلك الحين.
وبحسب ما أشار له تقرير مجلة “علماء الذرة” الأمريكيين فإن الانفجار الذي أحدثه اختبار قنبلة “القيصر” في ذلك الحين تقدر قوته بـ10 في المئة من إجمالي القوة التدميرية الناتجة عن جميع الاختبارات النووية في العالم، كما يساوي 40 ضعف القوة التدميرية الناتجة عن أضخم القنابل النووية الأمريكية.
علاوةً على ذلك فإن القوة التدميرية لقنبلة “القيصر” تتجاوز 3 آلاف و300 ضعف القوة التدميرية لقنبلة “الولد الصغير” التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لضرب مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945.
حيث تبلغ القوة التدميرية لقنبلة “القيصر” 100 ميغاطن، أو ما يكافئ تفجير 100 مليون طن من مادة “تي إن تي” شديدة الانفجار.
علماً أن “ميغاطن” هي وحدة قياس قوة القنابل النووية الضخمة وتكافئ مليون طن من مادة “تي إن تي” بينما تقاس القوة التدميرية للقنابل النووية الأقل بـ”كيلوطن” والذي يكافئ ألف طن “تي إن تي”.
وبحسب ما ذكر موقع “نيكولار سيكرسي” الذي ينشر تقديرات عن نتائج أي انفجار نووي عن طريق “محاكاة إلكترونية”
فإنه يمكن للقنبلة الروسية أن تصنع كرة نار مساحتها 197 كيلومتراً مربعاً وهي مساحة الدائرة التي تحيط مباشرة بموقع التفجير وتحرق كل ما يقع داخل محيطها، لافتاً إلى أن الإشعاع النووي الناتج عن تفجير قنبلة “القيصر” يمكن أن يغطي مساحة 153 كيلومتراً مربعاً بينما تتأثر مناطق مساحتها 320 كيلومتراً مربعاً لضغط جوي يعادل 20 ضعف المستويات العادية للضغط الجوي.
كما تتأثر مناطق تصل مساحتها إلى 1420 كيلومترا مربعا لضغط جوي يكافئ 5 أضعاف الضغط الجوي العادي، ما يعني أن القوة التدميرية لقنبلة “القيصر” الروسية ليس لها مثيل.
يذكر أن أمريكا تمتلك ثاني أضخم ترسانة نووية في العالم تضم نحو 5 آلاف و200 قنبلة نووية، ويقدر حجم ما تملكه روسيا وأمريكا بنحو 90 في المئة من إجمالي حجم السلاح النووي في العالم، فيما يقدر ما تملكه باقي الدول النووية (الصين وفرنسا وبريطانيا والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل) نحو 1500 قنبلة نووية فقط.