في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل والسعودية جهودهما للتوصل لاتفاق التطبيع بشكل رسمي وتزامناً مع وصول أول سفير سعودي لدى فلسطين إلى رام الله للمرة الأولى من أجل تسلم أوراق اعتماده الدبلوماسية، أتت زيارة وزير السياحة الإسرائيلي “حاميم كاتس” للرياض يوم أمس وذلك في أول زيارة علنية رسمية.
حيث أكد الباحث السياسي “خالد الرواس” في مقابلة له مع قناة “العالم” أن الرياض وعلى العكس تماماً مما تظن فإن تطبيعها مع الاحتلال سوف لن يكون عامل قوة لها، مؤكداً على أن الشروط التي وعدت إسرائيل السعودية بها سوف لن تتحقق، وسوف يدرك السعوديون ذلك متاخراً.
وشدد الباحث على أن السعوديون إذا ظنوا بأن التقارب من إسرائيل سوف يؤدي إلى مزيد من التقارب إلى الدولة الفلسطينية فهم مخطئون.
وفي سياقٍ متصل لفت إلى أن التطبيع سوف لن يؤدي إلى نتائج طالما أن الكيان الصهيوني بحد ذاته لا يزال يراهن على اختراق العمق العربي وهو ينجح في ذلك، مؤكداً على أن ما حصل اليوم هو خطوات إلى الوراء في مسألة القضية الفلسطينية، وعلى العكس تماما مما يظن السعوديون أن هذه ليست عامل قوة.
وبدوره قال الباحث السياسي “يحيى حرب” في حديث للقناة ذاتها إن الرياض تعدو خلف اتفاق “آبراهام بلاس” التطبيع مع الاحتلال حيث لا ترتضي اتفاقيات كالتي وقعتها سائر الدول، وفيما أكد أن السعودية تنتهج خطة استراتيجية متكاملة للتعاون مع الكيان الإسرائيلي فقد حذّر من أن التطبيع السعودي خطير جدا لأنه مبني على أساس إنهاك الأمة، واصفاً إياه بأنه تطبيع “بالمفرّق” وبصيغة جديدة وأسلوب جديد.
وفي السياق أشار إلى أن الاتفاق الرسمي سوف يوقّع بين الرياض و تل أبيب ولكن بعد حين، حيث أن إسرائيل لا تحتاج إليه، متابعاً: عملياً عندما يوافق محمد بن سلمان على ما يسمى الممر الاقتصادي من الصين إلى الإمارات إلى الكيان الإسرائيلي فهذا يعني بناء خطة استراتيجية متكاملة للتعاون مع الكيان الإسرائيلي.
ولفت إلى أن بن سلمان قد تحدث عن “تحسين حياة الفلسطينيين” ولم يتحدث أبداً عن الدولة الفلسطينية والحقوق التاريخية والقدس وعودة اللاجئين.
كما حذّر من أن هذا أخطر من التطبيع الذي وقعته مصر وغيرها، مشيراً إلى أنه وبعد هذا التنازل والتوقيع السعودي سيكون هناك رد فعل في عدد كبير من الدول الإسلامية البعيدة -ربما في أفريقيا وآسيا- لقبول إسرائيل والتطبيع معها.