ثمن الرئيس بشار الأسد وقوف الصين مع سوريا سياسياً وفي عدد من المحافل الدولية، بالإضافة للمواقف السياسية الواضحة البعيدة من المجاملات”.
كما شدد على أهمية دور الصين كدولة عظمى على مستوى العالم ، مشيراً إلى أنّ “بكين، عندما تتحدث عن الشراكة تتحدّث عن مبدأ جديد، ولا تتحدث عن الهيمنة” منوهاً أنّ الدول الأصغر “تحتاج إلى هذه الشراكة، وهذا الدور الذي تؤديه الصين”.
كما لفت الرئيس “الأسد” إلى أنّ “جانب التنمية مهم بالنسبة إلى دمشق كثيراً”، إذ إنّ سوريا الآن “معرّضة لحصار اقتصادي سيّئ وقاسٍ وخطير من قِبل الغرب، بهدف تجويع الشعب السوري” وذلك في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي “CCTV.
كذلك، قال الرئيس الأسد إلى أنّ هذا الأمر كان “أحد العناوين التي توسّع فيها مع المسؤولين الصينيين، وفيه عدة جوانب”، مع الإشارة إلى أنّ “بكين تقدّم مساعداتٍ إنسانية لسوريا وتؤدي دوراً مهماً في تخفيف المعاناة”.
وفي سياق متصل أعلن الرئيس الأسد أنّ لقاءات واجتماعات ستُعقَد في دمشق، من أجل وضع آليات “تهدف إلى تحويل عدة عناوين إلى مشاريع عمل تطبيقية”.
كما أشار إلى أنّه “لا بدّ من وجود مشاريع مشتركة واحتكاك بين الخبرات الصينية والسورية، في مشاريع ذات طابع اقتصادي صناعي”، معيداً ذلك إلى “تشابه ظروف كثير من دول الجنوب، مع الظروف التي شهدتها الصين قبل بضعة عقود”.
و وفقاً للرئيس الأسد السبب الثاني لهذا الاحتكاك “فهو المفاهيم الاجتماعية والقيمية، التي تؤدي دوراً أساسياً في عملية التطوير، حيث لا يمكن فصل التطوير التقني عن الحالة الاجتماعية”.
وأفاد الرئيس الأسد أنّ سوريا يمكن أن تستفيد من التجربة الصينية في عدة جوانب، لافتاً إلى “محاولات كثير من الدول الاستفادة من التجارب الغربية وفشلها، وإتيان هذه المحاولات بنتائج عكسية”.
وفي حديثه إلى التلفزيون المركزي في الصين، أشار الرئيس السوري إلى تغيّر الكثير في الصين، منذ زيارتها قبل 19 عاماً، عندما كانت تسمّى “مصنع البضائع للعالم”، وتابع: “اليوم، أستطيع أن أقول بأن الصين هي مصنع الإبداع”.
كما تطرّق خلال كلامه إلى أنّ “الشعب الصيني محبّ جداً لبلده، ومن الواضح تماماً أنّ هذا الفخر قد وصل إلى مراحل أكبر بكثير، بسبب الإنجازات الصينية”.
ولدى حديثه عن هذه الإنجازات، أشار الأسد إلى أنّ “التغيّرات دائماً ترافقها جوانب سلبية”، إلا أنّ “الأهم هو عدم تغيّر الثقافة في الصين، وهذا هو النجاح الأكبر”.
الجدير ذكره أنّ الرئيس الأسد، وصل إلى الصين، في 21 أيلول الحالي، في أول زيارة رسمية للبلاد منذ نحو عقدين، تلبيةً لدعوة من نظيره الصيني “شي جين بينغ”.
وخلال الزيارة، التقى الأسد نظيره الصيني، “شي جين بينغ” ووقّعا اتفاقية “التعاون الاستراتيجي السوري – الصيني”.
وصرّح الرئيس الأسد حينها بأنّ بلاده تتطلّع إلى دور الصين البنّاء في الساحة الدولية وترفض كل محاولات إضعاف هذا الدور.
من جهته أكّد “شي” أنّ بلاده مُستعدّة لتطوير التعاون مع سوريا والدفاع المشترك عن العدالة الدولية في ظلّ ظروف عدم الاستقرار، مشدّداً على صمود العلاقات بين البلدين أمام تغيّرات الأوضاع الدولية منذ 67 عاماً، إذ “لا تزال الصداقة بين البلدين راسخة”.