لطالما ظهر أشخاص من ذوي البشرة السمراء يتعرضون للضرب والإهانة في أمريكا، وكثيراً ما تم نشر فيديوهات تكشف عن عنصرية الشرطة الأمريكية من خلال اعتداءاتهم بالضرب على أصحاب البشرة السمراء.
وفي هذا السياق نقلت وكالة “نوفوستي” عن تقرير جديد صادر عن خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الإنسان بعد لقائهم بـ 133 من الأفراد المتضررين في جميع أنحاء الولايات المتحدة والذي أكد أن هناك الكثير من الفظائع التي ترتكب داخل النظام القضائي الأمريكي دون أن يتم إلقاء الضوء عليها.
وقد بين التقرير أنّ العنصرية وإرث العبودية لا يزالان موجودين في نظام العدالة الجنائية الحديث في أمريكا.
ولفت إلى أن الأطفال ذوي البشرة السمراء تعرضوا للسجن مدى الحياة، وتم تقييد النساء الحوامل بالسلاسل أثناء الولادة، وتعرض الناس للعمل القسري في سجون على طراز المزرعة.
كما قال أحد خبراء الأمم المتحدة “خوان منديز” أن هناك أدلة قوية تشير إلى أن السلوك التعسفي لبعض ضباط الشرطة الأمريكية هو جزء من نمط أوسع وخطير.
وبين “منديز” أن مؤسسات إنفاذ القانون والعدالة الجنائية في أمريكا تتشارك وتعيد إنتاج القيم والمواقف والقوالب النمطية للمجتمع وللمؤسسات الأمريكية القائمة على أساس إرث من العبودية والتمييز العنصري.
وأكد على الحاجة إلى إصلاحات النظام القضائي الأمريكي قائلاً: إن “الشهادات والأرقام التي تلقيناها تمثل أسوأ جزء من نظام العدالة الجنائية العنصري، الذي يقوّض كل الجهود الرامية إلى معالجة العنصرية الممنهجة، وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى الحاجة الماسة لإجراء إصلاح شامل”.
وأوضح أن من بين هذه الإصلاحات ضباط الشرطة المسلحين لا ينبغي أن يكونوا الرد الافتراضي لقضايا مثل أزمات الصحة العقلية، أو التشرد، أو حركة المرور، أو الانضباط المدرسي وهو ما يتم ملاحظته بكثافة في التعامل مع مثل هذه القضايا التي تحتاج أساليب بعيدة عن العنف.
إنّ عدم التوازن الذي تتعامل به أمريكا يظهر بشكل واضح، فأمريكا تتحدث عن محاربة إرهاب في غير بلادها وترسل قوات مسلحة تحت ما أسمته الدفاع عن الشعب وحقوقه وتحرض على ما وصفته حرية، هي ذاتها تضطهد أبناء شعبها وتعنفهم ليس لكونهم إرهاب، بل لأنهم من أصحاب البشرة السمراء.