أفادت وسائل إعلامية أن تحليلات عبرية وغربية تتحدث عن تبعات عملية “طوفان الأقصى” مع دخولها اليوم الرابع وتأثيرها في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتُجمع هذه التحليلات على أن ما حدث هو الأول من نوعه منذ خمسين عاماً.
وفي هذا السياق لفتت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى أنه بعد هذا الهجوم أحاطت حالة من الذهول وعدم التصديق بإسرائيل، التي بدا أنها فوجئت تماماً بالهجوم، حيث مضى 50 عاماً ولم تتعرض إسرائيل لهجوم بهذا الحجم أو يوقع هذا العدد الكبير من الضحايا.
وأضافت “تايمز” أن “ما زاد من الصدمة عمليات احتجاز الرهائن الجماعية وحقيقة أن القتال استمر لليوم الثالث، وكانت العائلات تراقب الرجال والنساء الذين أنهوا خدمتهم العسكرية الإلزامية وهم يُستدعون للعودة إلى الخدمة، بينما كانت أسماء القتلى تُعرض على شاشات التلفزيون”.
المقاومة الفلسطينية تستعيد كبرياءها:
وفي هذا السياق نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية مقالاً أكدت فيه أن المقاومة الفلسطينية لم تشن هجومها الشرس ضد الإسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من حدود غزة لكسر الجمود الإسرائيلي- الفلسطيني وإنما لاستعادة الكبرياء الفلسطيني الذي تكبدته سنوات من الاحتلال والحصار والمعاناة”، مشددةً على أن “حكومة نتنياهو تتحمل وفي المقام الأول رئيس الوزراء نفسه المسؤولية النهائية عن هذا الفشل، وعن عدد من القتلى والجرحى الإسرائيليين نتيجة سياستها”.
وأمام هذه الدهشة “الإسرائيلية” مما حصل؛ أشارت تقارير عبرية إلى أن ما يحدث لا بد أن يكون مرتبطاً بـ”خيانة إسرائيلية” داخلية، وأكد مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية “ثمة خيانة ربما حدثت وتسببت في كل ما جرى السبت الماضي”.
ثقة الإسرائيليين بجيشهم مجروحة:
نشر جندي سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي “جوش رودين” في “تايمز أوف إسرائيل” مقالاً أشار فيه إلى أن “حماس ليست مزحة، لقد كانوا يراقبون الحرب الأوكرانية- الروسية مثلما فعلنا نحن، لقد أدركوا أن الأجهزة الصغيرة مثل الطائرات بدون طيار الشائعة يمكن استخدامها للتحليق فوق القوات بهدوء وإسقاط قذائف الهاون والقنابل عليهم”.
وتساءل “رودين” عن حجم قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة الفصائل الفلسطينية، وقال: “ما المعدات التي وزعناها على قواتنا لمواجهة هذه الطائرات من دون طيار؟ هل تلقت قواتنا تدريباً لمعرفة كيفية التعرف إلى الصوت الطنان الذي يتبعه انفجار سريعاً؟” وخلُص “العسكري الإسرائيلي” إلى أن في هذه الحرب “هناك تحول نموذجي، ويُقال دائماً إن الجيش سيتصرف دائماً وفق رد فعل وليس تصرفاً استباقياً، يجب أن نطالب القيادة العسكرية بتدريب جنودها وقادتها في الأرض على توقع هذه الأشكال الجديدة من الحرب والتنبؤ بها”.
أين تذهب ميزانية إسرائيل العائلة؟
وفي ذات السياق قال الكاتب “أوري مشغاف” في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية: “لا أفهم إلى أين تذهب الميزانية السنوية للجيش الإسرائيلي بالمليارات، لا أفهم كيف وصلنا مرة أخرى إلى نقطة الافتتاح اللوجستية لحرب يوم الغفران (حرب تشرين الأول 1973) وحرب لبنان الثانية 2006”.
وأضاف “أقول شيئاً واحداً فقط لرؤساء إسرائيل والجيش: “لا تغامروا بالدخول إلى غزة طالما لم تزودوا مقاتلينا بدروع سيراميك”.
الجدير بالذكر أنه أمس الإثنين، شهدت حدود فلسطين المحتلة الشمالية تصعيداً تمثّل باستهداف الكيان الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، ما تسبب باستشهاد 3 مقاتلين من حزب الله، وأُصيب ضابط من الجيش اللبناني، واستمرت “الاعتداءات الإسرائيلية” على أطراف البلدات اللبنانية الحدودية استمر حتى ساعات الفجر، وتشهد الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة حالة استنفار لجنود الاحتلال، وسط هدوء حذر يسود المنطقة.