يحذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) من أن العالم يشهد تراجعاً في مؤشر التنمية البشرية، وهذا التراجع يشمل معظم بلدان العالم.
تراجع العالم خمس سنوات في مجال التنمية البشرية، وفق ما أكدت الأمم المتحدة في التقرير الذي نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، اليوم الخميس، وذلك من متوسط العمر إلى التعليم ومستوى المعيشة، الأمر الذي أثار خشيتها من أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم الوضع أكثر.
وللمرة الأولى قبل 30 عاماً، انخفض مؤشر التنمية البشرية، الذي يأخذ في الاعتبار؛ متوسط العمر المتوقع، والتعليم، ومستوى المعيشة، في العامين 2020 و2021، ليعود إلى ما كان عليه خلال العام 2016.
وأشار التقرير أن هذا “التراجع الهائل” يشمل أكثر من 90% من دول العالم.
وفي مقابلة له مع وكالة “فرانس برس” قال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أكيم شتاينر، إن “هذا يعني أننا نموت مبكراً وأننا أقل تعليماً وأن دخلنا ينخفض”.
كما شدد شتاينر على أنه “عبر هذه المعايير الثلاثة، يمكن تكوين فكرة عن سبب بدء شعور الناس باليأس والإحباط والقلق بشأن المستقبل”. مؤكداً أن البشرية “مرت بكوارث من قبل وحدثت نزاعات من قبل لكن تضافر ما نواجهه اليوم يمثل انتكاسة كبيرة للتنمية البشرية”.
يذكر أن المؤشر كان يرتفع بشكل مستمر لعقود، إلا أنه تراجع في الـ2021 إلى المستوى الذي كان عليه في العام 2016، ليلغي بذلك سنوات من التطور.
والسبب الرئيسي في هذا التراجع هو تفشي وباء كورونا، إلى جانب الكوارث المناخية التي تتزايد والأزمات التي تتراكم بشكل سريع.
ويذكر أن الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع وذهاب مستقبل العالم نحو المجهول هو جشع الدول الطامعة الذي يولد النزاعات في كل أنحاء العالم من أجل الثروة والمال.
وأن أفضل حل ليعيش العالم بسلام وصحة جيدة وتنمية مستدامة هو تحقيق الاستثمار الأمثل لثروات الأرض بدلاً من تدميرها، وتحقيق التعاون بين الدول بدلاً من التناحر وهذا التعاون لا يتحقق إلا على أساس احترام سيادة الدول وعدم سرقة ثرواتها ومقدراتها أو فرض أي هيمنة على إدارتها وشعوبها.
وهذا ما لم تفهمه إلى الآن الدول الكبرى التي تعادي الفقراء والمستضعفين في العالم وتنهض على أكتافهم.