بعد صمت وصفه أنصار “حزب الله” بالاستراتيجي أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليضع النقاط على الحروف في معركة طوفان الأقصى التي اندلعت في 7 تشرين الأول بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
فبعد أن كثرت التكهنات المتعلقة بهوية قرار الحرب وإدارته حيث اعتبر البعض أن قرار الحرب كان روسياً فيما رآه الآخرون قراراً إيرانياً، أغلق السيد حسن نصرالله هذا الباب وفاجأ الجميع في خطابه الأخير بتوضيحه أن قرار معركة طوفان الأقصى فلسطيني 100 % وذهب أبعد من ذلك ليبين أيضاً أنه اتخذ بسرية تامة حتى عن بقية أطراف المحور معتبراً ذلك من أسرار نجاح المعركة وخصوصاً في الضربة الأولى الموجعة التي أقدمت عليها المقاومة في 7 تشرين الأول والتي نفذتها في عمق الأراضي المحتلة بأداء احترافي يفوق سيناريوهات أفلام الهوليود ويدق ناقوس الخطر لدى الاستخبارات الإسرائيلية التي انكشفت عورتها أمام العالم منذ اليوم الأول للمعركة.
لماذا توجه السيد حسن نصرالله في تهديداته إلى أمريكا مباشرةً؟
خلافاً لهوية قرار معركة طوفان الأقصى من قبل المقاومة الفلسطينية الذي كان فلسطينياً 100% فإن القرار الإسرائيلي في هذه المعركة وفي عموم القرارات الأخرى لا يأتي إلا بالتنسيق الكامل والضوء الأخضر الواضح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
ولم تكن المرة الأولى التي يوجه فيها حزب الله رسائله للعراب المختبئ خلف أدواته في ساحة الصراع بل تلك معادلة ثبتها محور المقاومة من خلال الساحة السورية وذلك عبر الرد الاستراتيجي والتكتيكي على الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا من خلال ضرب قواعد الاحتلال الأمريكي في البادية السورية، وأيضاً ضرب مصالح أمريكا في كل المنطقة.
علاوة على ذلك فقد أراد السيد حسن نصرالله أن يرد على التهديدات الأمريكية بالأساطيل البحرية لمنع حزب الله من مساندة المقاومة في غزة.
وللتذكير فإن أمريكا على أية حال ليست في موضع يسمح لها بالتهديد في الشرق الأوسط كما كانت تفعل في السابق، فقد تلقى الأخطبوط الأمريكي ضربات قاضية في المنطقة منذ خسارته الرهان الكبير في سوريا والذي امتدت خسارته فيه إلى الحرب الروسية الأمريكية في أوكرانيا.
فهل تستطيع الدولة صاحبة الخروج المذل بمشهد أذهل العالم من أفغانستان أن تهدد؟
وهل تستطيع أيضاً تلك الدولة التي ترفع راية الاحتفاظ بحق الرد لأول مرة في حياتها على وقع ضربات محور المقاومة لقواعدها في دير الزور والحسكة والقامشلي والبوكمال والتنف أن تتورط مجدداً بضرب حزب الله ؟.
ربما بلغ الغضب والانفعال بالولايات المتحدة على طفلها المدلل أن يحرك في دماغها زهايمر العجوز بايدن لينسى حماقات دولته التالفة وإلى أين أوصلت بلاده تلك الحماقات وليختلط عليه الأمر في الشرق الأوسط بين الدول والأطراف المنيعة المستقلة في محور المقاومة كسوريا وإيران واليمن والمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وبين دول وجماعات وأدوات يلعب بها الأمريكي كأحجار الشطرنج دون أن تفعل شيئاً سوى تنفيذ سياسته ومصالح وسحق مصالح وإرادة بلادها وشعوبها.