تعتبر الولايات المتحدة نفسها منارة الحرية والازدهار من خلال مجموعة من المبادئ الأخلاقية والفلسفية المطروحة من قبل مؤسسيها تضمن عن طريقها تحقيق الرفاهية للشعب الأمريكي تحت ما تسميه “الحلم الأمريكي” .
حلمٌ سئم منه الكثيرون وأصبحوا لا يصدقونه ولاموه في كثير من الأحيان لفشله بمساعدة الأقليات العرقية والطبقات الدنيا عبر التاريخ في الحصول على قدر أكبر من المساواة والنفوذ الاجتماعي بما أنه يتبنى شعارات مفادها أن الناس خلقوا متساوين .
كما تناقص اعتقاد الكثير من الأمريكيين بأن حياة أفضل تنتظر أطفالهم إن هم عملوا بجد الآن ، وعكست استطلاعات للرأي حول نظرية الحلم الأمريكي مخاوف كبيرة بأن هذا الحلم بدأ يتضاءل أو أنه قد انطفأ بالفعل .
حيث أجرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية استطلاعاً سألت فيه المشاركين عما إذا ما كانوا لا يزالون يعتقدون بأن “الحلم الأمريكي : إذا عملت بجد فسوف تتقدم ، لايزال صحيحاً ؟
وقال 36% فقط أن هذا صحيح مقابل 18% قالوا إنه لم يكن صحيحًا أبداً و45% قالوا إنه كان صحيحًا في السابق، ولكن ليس بعد الآن.
وقورنت تلك الإجابات بالاستطلاعات التي أجريت في عامي 2012 و2016، عندما قال 53% و48% على التوالي إن الحلم الأمريكي حقيقي ، و تم إجراء هذه الاستطلاعات من قبل مؤسسة استطلاع مختلفة، PRRI، بمنهجية مختلفة، لكن الاتجاه التنازلي واضح.
و كانت النساء أكثر تشاؤماً بشأن حالة الحلم الأمريكي من الرجال، وفقا لاستطلاع “وول ستريت جورنال”، في حين كان الشباب أكثر تشاؤماً بكثير من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.
ومقارنة باستطلاعات الرأي السابقة، فقد تضاعفت نسبة الأشخاص الذين يعتقدون أن الحلم الأمريكي لم يكن حقيقة على الإطلاق.
كما أظهر استطلاع أجراه موقع Axios-Ipsos Latino في العام الماضي أن 61% من اللاتينيين يعتقدون أنهم إذا عملوا بجد فإنهم يستطيعون تحقيق الحلم الأمريكي.
وأشار تحليل معهد “بروكينجز” لعام 2022 إلى أن أمريكا الآن أقل جدارة من بعض الدول الغنية الأخرى ، وكتب المؤلفون : ” إن عدم المساواة في الثروة مرتفع ووضع الثروة صعب” .
وغالباً ما يُستشهد بفجوة الثروة الهائلة في أمريكا كسبب لتراجع الثقة في الحلم الأمريكي.
و يشير باحثون آخرون إلى أن الأميركيين على مر الأجيال كانوا يميلون إلى أن يكونوا أفضل حالاً من آبائهم، وهو مقياس آخر يمكن من خلاله قياس الحلم الأمريكي.
و يشعر الأمريكيون بقلق متزايد من أن هذا الاتجاه لن يستمر في المضي قدماً وأن الولايات المتحدة لن توفر لهم تلك الحياة الرغيدة التي وعدتهم بها خصوصاً مع انتشار العنصرية وخاصة تجاه ذوي البشرة السمراء وبين الطوائف الدينية إضافة لارتفاع مستوى الجريمة وتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات وتحول الولايات المتحدة إلى مدن للعصابات وقطاع الطرق.