بعد حدوث عدد من الهزات الأرضية الارتدادية مؤخراً، تساءل عدد من الناشطين السوريين حول ما إذا كان هناك علاقة بين الانخفاض بدرجات الحرارة وحدوث الهزات.
وفي هذا السياق، قال المدير العام للمركز الوطني لرصد الزلازل “د.رائد أحمد”:
عامل البرودة يعمل على تقليص المعادن والحرارة تمدد المعادن، وبالتالي الصخور تتكون من فلزات معدنية يعني تتمدد وتنكمش.
وأضاف لكن لا علاقة بالطقس البارد والانخفاض بدرجات الحرارة بالزلازل فالصقيع والحرارة موجودة على كامل القشرة الأرضية، وتالياً هناك أماكن لا يحدث فيها زلازل إطلاقاً، إنما التمدد والانكماش يعملان على تفتيت الصخور؛ ولكن قد تكون هناك علاقة غير مباشرة وضعيفة جداً.
بدوره رئيس الجمعية الفلكية السورية “د.محمد العصيري” نفى أن يكون هناك أي علاقة للبرد بحدوث الزلازل إذ قال :
لا علاقة إطلاقاً للطقس البارد بحدوث الهزات وبالتالي لا يوجد أية هزات إضافية وما زال الوضع على ما هو عليه، وأؤكد مجدداً لا علاقة بين الانخفاض بدرجات الحرارة والهزات الأرضية لا من قريب ولا من بعيد .
وفي السياق ذاته أكد العلماء أنه لا يوجد دليل علمي مباشر على أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤدي إلى زيادة حدوث الزلازل ولكنهم يعتقدون أن تغيرات المناخ والطقس المرتبطة بارتفاع درجة حرارة الأرض قد تؤثر بطرق غير مباشرة على حدوث الزلازل من خلال تأثيرها على التربة والصخور والمياه تحت الأرض وبالتالي يمكن أن تؤثر على تحركات الصفائح التكتونية.
وأشار أستاذ الزلازل بمعهد البحوث الفلكية أن هناك حركة دورانية تحدث في الصفائح الخاصة بباطن الأرض وترتفع لأعلى مما يسبب حدوث زلازل .
وأثبتت دراسات أن لدرجة الحرارة تأثير مباشر على نشاط بعض البراكين، وبالتالي يمكن أن تؤدي ثورات البراكين إلى حدوث زلازل، كما أن تغيير درجة الحرارة الكبير والسريع قد يؤدي إلى تمدد المواد الصخرية بشكل غير طبيعي وذلك يمكن أن يؤدي إلى حدوث زلازل في الأماكن التي تكون فيها الصخور عرضةً للتمدد ، ومع ذلك إن الأسباب الرئيسية لحدوث الزلازل تتعلق بالانتقالات الطبيعية في الصخور الموجودة في قشرة الأرض، وهو ما يعرف بالتحرك التكتوني
ومن خلال الدراسات تبين أن الزلازل تؤدي إلى زيادة درجة الحرارة في الأرض بصورة مؤقتة عندما تحدث الزلازل، فإن الطاقة الناتجة عن حركة الصخور والتحركات الأرضية تتحول إلى حرارة ،وهذه الحرارة تزيد من درجة حرارة الصخور والتربة في منطقة الزلزال ويمكن أن يحدث ذلك حتى لو كانت درجة الحرارة في المنطقة عادةً ما تكون منخفضة، وقد يؤدي هذا التأثير إلى زيادة درجة الحرارة المحيطة بالزلزال إلى ما يصل إلى عدة درجات مئوية. ومع الوقت، تعود درجة الحرارة إلى مستواها الطبيعي في المنطقة بعد أن تتحرك الحرارة بعيدًا.