بقلم: عادل حداد
عندما تكون الجغرافيا لعنة على الصهاينة.. فمن أقصى الجنوب العربي ومن على بعد أكثر من 1800 كم عن فلسطين.. تنتقل اليمن لتكون في قلب طوفان العاصفة..
فكيف كانت البداية؟!!!
الجغرافيا نعمة لكن لمن يتقن استخدامها ويستطيع اكتساب عنصر قوة إلى قوته تماماً مثلما فعلت اليمن الرابضة على مضيق باب المندب والشاخصة بعيونها ناحية فلسطين.
منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة تحولت مشاعر الابتهاج بطوفان الأقصى الذي مرّغ أنف الكيان في التراب إلى مشاعر غضب تلهب الشارع اليمني من أقصاه إلى أقصاه، حيث لم تكن المسيرات الجماهيرية الغاضبة التي غصت بها شوارع اليمن إلا ذخيرة وقود كانت تحتاجها الصواريخ اليمانية التي انطلقت باتجاه الكيان المحتل.
ولكن ما هو نوع الترسانة التي تمتلكها اليمن وتشكل تهديد للكيان المحتل ؟
•الصواريخ البالستيه بعيدة المدى:
-صاروخ “طوفان” مداه من 1350 كلم الى 1900 كلم
-صاروخ “قدس 2″ و”قدس 3″ و”قدس 4” والتي يبلغ مداها من 1350 وحتى 2000 كلم
•الطيران المسير:
-طائرة “صماد 3” الانتحارية المسيرة مداها بين 1200 إلى 1500 كلم
-طائرة وعيد 2 يصل مداها الى نحو 2500 كلم
شكل خطاب قائد الثورة اليمنية السيد “عبدالملك الحوثي” بتاريخ 2023/10/10 بمثابة التعبئة العامة للشارع اليمني وقواه المسلحة في الانتقال إلى قلب الحدث الفلسطيني بقوله (شعبنا اليمني هو حاضرٌ لفعل كل ما يستطيع في أداء واجبه المقدَّس الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومجاهديه الأبطال والأحرار، وخروج شعبنا في المظاهرات والمسيرات الكبرى عبَّر عن هذا الموقف ).
وما تلى هذا الخطاب من خروج الشعب اليمني إلى الشوارع معلناً النفير العام نصرة لفلسطين ضد الكيان ودعماً للمجلس السياسي الأعلى في اليمن الذي أكد أن اليمن لن تقف مكتوفة الأيادي تجاه ما يحدث في غزة وان اليمن لن تكتفي بالشجب او التنديد فقط.
فكيف كانت طبيعة الرد اليمني على جرائم الاحتلال؟
– إطلاق 4 صواريخ و9 طائرات مسيرة باتجاه الكيان اعترضتها سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر بتاريخ 2023/10/19
– إعلان اليمن التهديد باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر في حال استمر العدوان على غزة
– استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية في أرخبيل دهلك الأرتيري بتاريخ 2023/10/26
– استهداف أم الرشراش (إيلات) بصواريخ وطائرات مسيرة بتاريخ 2023/10/27
– استهداف أم الرشراش (إيلات) بصواريخ وطائرات مسيرة بتاريخ 2023/10/31
– العدو يعلن دخول اليمن الحرب ضده رسميا 2023/10/31
– إطلاق عدة صواريخ تستهدف الكيان بتاريخ 2023/11/3
– إطلاق مسيرات تستهدف الكيان بتاريخ 2023/11/8
– إسقاط طائرة عسكرية أمريكية مسيرة طراز MQ-9 موجهة عن بعد بتاريخ 2023/11/9
– ولأول مرة الطيران العسكري الأمريكي يتم إجباره على تجنب الأجواء اليمنية 2023/11/9
– إطلاق مسيرات تستهدف الكيان بتاريخ 2023/11/15
– إطلاق حملة لتشكيل جيش شعبي استعداداً لمواجهة الكيان 2023/11/16
– احتجاز سفينة في عرض البحر تعود تبعيتها للكيان الصهيوني 2023/11/19
– إطلاق عدة صواريخ تستهدف الكيان بتاريخ 2023/11/19
– إطلاق مسيرات تستهدف الكيان بتاريخ 2023/11/23
– الهجوم على سفينة (ناقلة نفط) إسرائيلية “سنترال بارك” قبالة السواحل اليمنية 2023/11/26
– إطلاق عدة صواريخ تستهدف الكيان المحتل بتاريخ 2023/11/26
ووفقاً لتصريحات قادة المقاومة اليمنية في صنعاء فإنهم لايزال في جعبتهم من الوسائل ما يوجعون به الكيان وأن ما توصل إليه من هدنة مع المقاومة الفلسطينية لا تعني اليمن التي ستبقى بحالة حرب مفتوحة طالما التهديد بالعدوان على غزة لا يزال قائماً.
لكن لماذا تتجنب “إسرائيل” الرد على الهجمات اليمنية؟
هنا تبرز أهمية الجغرافيا كقوة داعمة للموقف اليمني حيث اليمن الساحة الوحيدة التي لا يجرؤ الحلف الصهيو-أمريكي-الأعرابي على استهدافها لسببين:
الأوّل: أنها تتحكم بأهم ممر بحري لسلاسل التوريد العالمية على الإطلاق (باب المندب)
الثاني: لأنها قادرة على استهداف أهم منشآت إنتاج النفط في العالم وخاصة في السعودية .
وأمام هذين السببين يضطر العدو الصهيوني أن يبلع الموس على الحدين فسكوته عن تلك الضربات تعزز من كسر شوكة هذا الكيان وتحطيم الدعاية الكبيرة التي روج لها كقوة عظمى في المنطقة، ورده سيكون مؤلماً اكثر كون الخنق الاقتصادي له ولداعميه سيأتي عبر ذلك المضيق الذي سيلحق ضيقاً اقتصادياً يصعب على داعمي هذا الكيان احتماله.
إن ما وصلت إليه اليمن بقيادتها المؤمنة بقوة الحق معها هو إنجاز يضاف لتاريخ هذا البلد الذي تكسرت على حدوده جحافل المستعمرين، وهو إنجاز لمحور المقاومة و حلفائه على الإطلاق في السنوات الأخيرة، تمثل في تمكّين اليمن من إمتلاك وسائل القوة الكافية لتكون خنجراً في خاصرة حلف الشر وقوى الاستكبار العالمي