على وقع الخلاف السياسي بين متطرفي اليمين بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة) وبن غفير (وزير الأمن القومي) الأكثر تطرفاً تجاه الفلسطينين والذي تفاقم مجدداً بعد الغزو البري الفاشل والظالم على غزة، والذي عاد مجدداً بعد أن رفض بين غفير وأعضاء من حزبه حضور جلسة للكنيست رداً على إجراءات الحكومة الإسرائيلية ضد غزة التي وصفها بن غفير بأنها ضعيفة، وكذلك رداً وعلى عدم إشراكه في المشاورات الأمنية.
وعلى خلفية تصرف المتطرف بن غفير هاجم حزب الليكود بن غفير و قال في رسالة غير معتادة: “لا داعٍ لبقاء إيتمار بن غفير في حكومة نتنياهو”.
ليعود بن غفير قائد حزب ” القوة اليهودية” و يرد على نتنياهو وحزبه قائلاً “إذا كنت لا تريدنا في الحكومة، فيا مرحبا بهذا القرار، لأن هذه ليست حكومة يمينية كاملة “.
– انعكاس نتائج الميدان على الكنيست
بعد 51 يوماً من وحشية الآلة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة إلا انه لا “إنجازات” على الأرض لكيان تدعمه ال (الماما أمريكا) و أوربا السياسية التي تتبجح بالحرية على طول المحافل الدولية وعرضها، إلا اذا استثنينا إنجاز قتل 6000 طفل فلسطيني ناهيك عن ترويع المدنيين و الخراب الهائل الذي لحق بالبنية التحتية لقطاع غزة المحاصر أصلاً ، في ذات السياق ما زالت البنية العسكرية للمقاومة الفلسطينية بكامل قوتها الصاروخية و النارية و اللوجستية عدا عن البشرية التي ما زالت بكامل تركيزها لمعركة قد تطول لأيام طويلة خاصة وأن أمريكا التي تكيل بمكيالين لا زالت تسترق الوقت وتطيل أمد المعركة على أمل تحقيق الكيان لنصر واحد يحفظ ماء وجهه أمام جمهوره الذي بدأ يلجأ للشارع أحتجاجاً على الفشل السياسي والعسكري لحكومته المهزومة.
– الغزو البري على غزة آخر مسمار في نعش إسرائيل
على غرار حرب تموز 2006 في لبنان، جيش الكيان الإسرائيلي يُهزم في غزة و يحفر قبره بيده ، إذ لم يفلح الكيان بالانتصار قبل الآن في أي حرب غير نظامية، ومما زاد الطين بلة ،أن بن غفير المتطرف قالها علناً “وقف الحرب في غزة يعني حل الحكومة” ودعا بشكل مباشر لتدمير “المقاومة الفلسطينية” بكل أذرعها و أتباعها.
هذا ويذكر أن بن غفير مؤيد للحرب على غزة ومعارض للهدنة الإنسانية بشكل كامل ،وهذا يشكل عبئاً على نتنياهو الذي يغوص بين وحل الفشل الداخلي السياسي و بين طين حرب على أعتاب غزة دخلها أواخر أكتوبر ولم يعد يعرف كيف يخرج منها.
– الكيان الإسرائيلي يهزم نفسه
صحيح أن حرب غزة لم تنتهِ بعد لكن الصحيح الأهم، أن نتيجتها النهائية، بأبعادها الاستراتيجية، حُسِمت منذ ساعاتها الأولى.
وأن كل الأصنام الأسرائيلية من ( موساد ، أمان ، شاباك ) ومن أكذوبة الجيش الذي لا يقهر و وأكذوبة اقوى رابع جيش في العالم ، و أن هذا الكيان الذي انكشف ضعفه يحمي كل من يقيم علاقات معه ويطبّع ، كل هذه الأصنام التي عبدها بعض بعض الاعراب كسرتها فئة قليلة تبلغ بضع مئات من المقاتلين كسروا شوكة الكيان و وضعوا نتنياهو وحكومته في مأزق (سياسي ،عسكري) وأن بن غفير بكل تطرفه يأخذ الكيان نحو رمال متحركة كلما طال أمد الحرب خسرت إسرائيل ما تبقى من هيبتها، باختصار شديد التطرف اليميني الإسرائيلي متمثلاً ب نتنياهو الذي يقف على أعتاب زنزانته و بن غفير الذي يضع الكيان في مكان أكبر من أوهامه وتلموده الكاذب يلعبان ب نار حماس التي ستحرقهم سياسياً وعسكرياً كما أحرقتهم أنسانياً في مرحلة الهدنة.
وبات قريباً ذلك الوقت الذي سنقول به جميعاً لهذا الكيان الغاصب ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) وسيدفع كامل فاتورة الحرب من دم وهزيمة و ذل.